للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ، وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ (١) أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ، فَابْعَثْ فِي إِثْرِهِمْ، فَقَالَ: "يَا ابْنَ الأَكْوَع، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ (٢)، إِنَّ الْقَوْمَ يُقْرَوْنَ (٣) فِي قَوْمِهِمْ". [طرفه: ٤١٩٤، أَخرجه: م ١٨٠٦، سي ٩٧٨، تحفة: ٤٥٤٠].

١٦٧ - بَابُ مَنْ قَالَ: خُذْهَا (٤) وَأَنَا ابْنُ فُلَانٍ

"فِي قَوْمِهِمْ" في هـ: "مِنْ قَوْمِهِمْ".

===

(١) قوله: (إني أعجلتهم) أي: عجلتهم، والسقي بكسر السين: الحظّ من الشرب، و"أن يشربوا" مفعول له أي: كراهة شربهم، وقوله: "مَلَكْتُ" مشتقة من المملكة، وهي أن تغلب عليهم فتستعبدهم وهم في الأصل أحرار، "ك" (١٣/ ٤٠ - ٤١).

(٢) قوله: (فأسجح) من الإسجاح، وهو بالمهملة ثم الجيم والمهملة: حسن العفو، أي: ارفق ولا تأخذ بالشدة، وهذا مثل من أمثال العرب، قوله: "يُقْرونَ" أي: يُضَافُون، والغرض أنهم وصلوا إلى غطفان وهم يضيفونهم ويساعدونهم، فلا فائدة في الحال في البعث، لأنهم لحقوا بأصحابهم، ويحتمل أن يشتق من القَرْو بمعنى الاتباع، وفي بعضها "يقرّون" من القرار بالقاف، "ك" (١٣/ ٤١)، وفي "الفتح" (٦/ ١٦٤): قال ابن المنير: موقع هذه الترجمة أن هذه الدعوة ليست من دعوى الجاهلية المنهي عنها؛ لأنها استغاثة على الكفار، انتهى.

(٣) فيه معجزة حيث أخبر -صلى الله عليه وسلم- بأنهم يقرون في غطفان وكان كذلك، قاله الكرماني نقلًا عن النووي.

(٤) قوله: (خذها وأنا ابن فلان) هي كلمة يقال عند التمدح، قال ابن المنير: موقعها من الأحكام أنها خارجة عن الافتخار المنهي عنه لاقتضاء الحال ذلك. قلت: وهو قريب من جواز الاختيال -بالخاء المعجمة- في الحرب دون غيرها، "فتح" (٦/ ١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>