فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا زَالَ بِكُمْ (١) صَنِيعُكُمْ (٢) حَتَّى ظَنَنْتُ (٣) أَنَّهُ سَيُكْتَبُ (٤) عَلَيكُمْ، فَعَلَيكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ خَيرَ صَلَاةِ الْمَرءِ فِي بَيتِهِ، إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ"(٥). [راجع ٧٣١].
٧٦ - بَابُ الْحَذَرِ (٦) مِنَ الْغَضَبِ (٧)
===
(١) أي: متلبسًا بكم، "ك"(٢١/ ٢٣٢).
(٢) بمعنى المصنوع، أي: صلاتكم، "ك"(٢١/ ٢٣٢).
(٣) أي: خِفْت، من الظن بمعنى الخوف، "ك"(٢١/ ٢٣٢)، "ع"(١٥/ ٢٥٣).
(٤) أي: سيفرض عليكم فلا تقوموا بحقه فتعاقبوا عليه، "ع"(١٥/ ٢٥٣).
(٥) أي: المفروضة، "ك"(٢١/ ٢٣٢).
(٦) قوله: (باب الحذر من الغضب) هو شعلة نار، صفة شيطانية، وحقيقته: غليان دم القلب لإرادة الانتقام، واستدل البخاري -رحمه الله - بالآيتين للحذر من الغضب، لكن قال في "الفتح"(١٠/ ٥١٩): إنه ليس فيهما دليل على ذلك، إلا أنه لما ضم من يكظم الغيظ إلى من يجتنب الفواحش كان [في] ذلك إشارة إلى المقصود. وتعقبه العيني (١٥/ ٢٥٤) بأن في كل من الآيتين دلالة عليه؛ لأن الأولى مدح الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، وإذا كان مدحًا يكون ضدّه ذمًّا، ومن المذموم التجاوز عند الغضب، فدلّ على التحذير من الغضب المذموم. وأما الآية الثانية ففي مدح المتقين الموصوفين بهذه الأوصاف، فدلّ على أن ضدَّها مذموم، فعدم كظم الغيظ وعدم العفو عين الغضب، فدل على التحذير، والله الموفق، "قس"(١٣/ ١٤٤ - ١٤٥).
(٧) وهو غليان دم القلب لإرادة الانتقام، "ك"(٢١/ ٢٣٢)، "ع"(١٥/ ٢٥٤).