فَنَصبُوا الْقُدُورَ، فَأَمَرَ بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ (١)، ثُمَّ قُسَمَ، فَعَدَلَ عَشَرَةً مِنَ الْغَنَمِ بِبَعِير، فَنَدَّ (٢) مِنْهَا بَعِيرٌ، وَفِي الْقَوْم خَيْلٌ يَسِيرَة، فَطَلَبُوهُ فَأَعْيَاهُمْ، فَأهْوَى إِلَيْهِ رَجُلٌ بِسَهْمٍ، فَحَبَسَهُ اللهُ، فَقَالَ: "هَذِهِ الْبَهَائِمُ لَهَا أَوَابِدُ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا نَدَّ عَلَيْكُمْ فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا". فَقَالَ جَدِّي: إِنَّا نَرجُو -أَوْ نَخَافُ- أَنْ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، أَفَنَذْبَحُ بِالْقَصبِ؟ فَقَالَ: "مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ". [راجع: ٢٤٨٨].
١٩٢ - بَابُ الْبِشَارَةِ فِي الْفُتُوحِ
٣٠٧٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى (٣)، ثَنَا يَحْيَى (٤)، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (٥)، ثَنَا قَيسٌ (٦) قَالَ:
"ثَنَا قَيْسٌ" في نـ: "ثَنِي قَيْسٌ".
===
(١) أي: قلبت ونكست، "ك" (١٣/ ٦٥).
(٢) قوله: (فند) بالنون وشدة المهملة أي: ففز، "فأعياهم" أي: أعجزهم، قوله: "أوابد" جمع آبدة وهي الوحش، تَأَبَّد أي: توحَّش، قوله: "نرجو" الرجاء قد يجيء بمعنى الخوف، قوله: "مُدىً" جمع مدية وهي السكين، قوله: "أنهر الدم" بالنون أي: أجرى، "الخير الجاري". [وانظر "ع" (١٠/ ٤٠٨)]، ومرّ الحديث في "كتاب الشركة" (برقم: ٢٤٨٨)، (وأيضًا برقم: ٢٥٠٧).
(٣) "محمد بن المثنى" العنزي.
(٤) "يحيى" ابن سعيد القطان.
(٥) "إسماعيل" ابن أبي خالد الأحمسي البجلي الكوفي.
(٦) "قيس" هو ابن أبي حازم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute