للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: حَدَّثَنَا أَبُو إِسحَاقَ (١)، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ - وَكَانَ كَاتِبًا لَهُ - قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى (٢)، فَقَرَأْتُه، فَإِذَا فِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تتمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسئلوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ" (٣). [راجع: ٢٨١٨].

٩ - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّوِّ (٤)

"مِنَ اللَّوِّ" في ذ: "مِنْ لَوْ".

===

فإن قلت: لا ريب أن تمني الشهادة محبوب فكيف ينهى عن تمني لقاء العدو وهو يفضي إلى المحبوب؟ أجيب بأن حصول الشهادة أخص من اللقاء لإمكان تحصيل الشهادة مع نصر الإسلام ودوام عزه، واللقاء قد يفضي إلى عكس ذلك، فنهى عن تمنيه، ولا ينافي ذلك تمني الشهادة، "قس" (١٥/ ٢٣٠). وقال الكرماني (٢٥/ ٩): كراهيته من جهة الوثوق على قوته والإعجاب بنفسه ونحو ذلك.

(١) هو إبراهيم بن محمد الفزاري.

(٢) اسمه علقمة، الصحابي.

(٣) مرَّ الحديث (برقم: ٣٠٢٤).

(٤) قوله: (ما يجوز من اللو) بسكون الواو، ويروى: بتشديدها ليصير متمكنًا. وقال ابن الأثير: الأصل "لو" ساكنة الواو وهي حرف من حروف المعاني يمتنع بها الشيء لامتناع غيره غالبًا، فلما سمي بها زيد فيها، فلما أرادوا إعرابها أتوا فيها بالتعريف ليكون علامة لذلك، ومن ثم شددوا الواو، وقد سمع بالتشديد منونًا، قال الشاعر:

ألام على لوِّ ولوكنت عالمًا … بأدبار (١) لوٍّ لم تفتني أوائله


(١) كذا في الأصل و"الفتح"، وفي "عمدة القاري": "بأذناب"، وكذا في "خزانة الأدب" (٣/ ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>