٦١٥٥ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ (١) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "لأَنْ يَمْتَلِيَ جَوفُ الرَّجُلِ قَيحًا حَتَّى يَرِيَهُ (٢)(٣) خَيرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِيَ شِعْرًا"(٤). [أخرجه: م ٢٢٥٧، ق ٣٧٥٩، تحفة: ١٢٣٦٤].
٩٣ - بَابُ قَولِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "تَرِبَتْ يَمِينُكَ"(٥)
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ النَّبِيُّ". "حَتَّى يَرِيَهُ" كذا في سفـ، صـ، هـ، ذ، وفي نـ:"يَرِيهِ". "خَيرٌ" في هـ، ذ:"خَيرٌ لَهُ".
===
(١) هو ابن غياث.
(٢) أي: يأكله ويفسده، "ك"(٢٢/ ٢٦).
(٣) قوله: (يريه) مشتق من الورى، يقال: وَرَى بالفتح يريه، نحو وقى يقي أي: أكله، وقال أبو عبيدة: الورى: هو أن يأكل القيح جوفه ويفسده.
وفيه: أنه قد رخص في القليل من الشعر، والمذموم هو الامتلاء به، والغالب عليه، "ك"(٢٢/ ٢٦). ووجه المطابقة للترجمة بالمفهوم؛ لأنه إنما ذم الامتلاء الذي لا متسع له مع غيره، فدل على أن ما دون ذلك لا يدخله الذم، "تن"(٣/ ١١٦٨).
(٤) ظاهره العموم، لكنه مخصوص بما لم يكن مدحًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يشتمل على الذكر وسائر المواعظ، "عيني"(١٥/ ٢٩٠).
(٥) قوله: (تربت يمينك) أي: في ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تربت يمينك"، قال ابن السكيت: أصل "تربت" افتقرت، ولكنها كلمة تقال ولا يراد بها الدعاء، وإنما أراد التحريض على الفعل، فإنه إن خالف أساء، قيل: معناه إن لم تفعل لم يحصل في يديك إلا التراب، وقيل: هو مثل جرى على أنه إن فاتك ما أمرتك به افتقرت إليه، قال الداودي: معناه افتقرت من العلم، وقيل: هي كلمة تستعمل في المدح عند المبالغة كما قالوا للشاعر: قاتله الله