للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣ - بَابُ اسْتِذْكَارِ (١) (٢) الْقُرْآنِ وَتَعَاهُدِهِ (٣)

٥٠٣١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ (٤)، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ (٥) (٦) " إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا

===

قال في "اللمعات": قال أصحابنا: مثل هذا محمول على المعجل؛ فإن العادة عندهم تعجيل بعض المهر قبل الدخول فلا دليل فيه على أن المهر لا تقدير فيه، بل يجوز أي شيء كان وإن قلّ؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا مهر أقل من عشرة دراهم"، كذا في "الهداية"، رواه جابر وعبد اللَّه بن عمر كذا في شروحه. وقوله: "بما معك من القرآن" ظاهره أن الباء للمقابلة كما هو مذهب الأئمة، وقالت الحنفية: الواجب فيه مهر المثل كما في سورة عدم التسمية، وقالوا: الباء للسببية، والمعنى: زوجتها منك بسبب ما معك من القرآن. ويكون ذلك سبب الاجتماع بينهما لا أنه مهرها كما في حديث تزوج أبي طلحة أم سليم على إسلامه، انتهى. [انظر "بذل المجهود" (٨/ ٣١)].

(١) أي: طلب ذكره، "ف" (٩/ ٧٩).

(٢) والذكر: الحفظ للشيء، "ق" (ص: ٣٧٠).

(٣) أي: تجديد العهد به بملازمة تلاوته، "ف" (٩/ ٧٩).

(٤) الإمام.

(٥) قوله: (الإبل المعقلة) بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد القاف: المشدودة بالعقال، وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير، شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد، فما دام التعاهد موجودًا فالحفظ موجود، كما أن البعير ما دام مشدودًا بالعقال فهو محفوظ. وخص الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان نفورًا، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة، "فتح" (٩/ ٧٩).

(٦) اسم المفعول من التعقيل أو الاعتقال على النسختين، أي: المشدودة بالعقال وهو حبل يشد به ركبة البعير، "الخير الجاري" (٢/ ٤٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>