والحكمة في النهي أنه يقتضي تعظيم المحلوف به، وحقيقة العظمة مختصة بالله تعالى، وهكذا حكم غير الآباء من سائر المخلوقات، "ك"(٢٥/ ١١٥)، "ع"(١٦/ ٥٩٨).
(١) قوله: (باب ما يذكر في الذات … ) إلخ، يريد ما يذكر في ذات اللّه تعالى ونعوته: هل هو كما يذكر في أسامي الله؛ يعني: هل يجوز إطلاقه كإطلاق الأسامي أو يمنع؛ والذي يفهم من كلامه أنه لا يمنع، ألا ترى كيف استشهد على ذلك بقول خبيب رضي اللّه عنه:
وذلك في ذات الإله وإن يشأ … إلخ،
أنشد ذلك وقبله بيت آخر على ما يجيء الآن حين أُسِرَ وخرجوا به للقتل، وقد مضت قصته في "غزوة بدر". وقال الكرماني (٢٥/ ١١٦): ذكر حقيقة اللّه بلفظ الذات أو ذكر الذات ملتبسًا باسم اللّه، وقد سمع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قول خبيب هذا ولم ينكره، فصار طريق العلم به التوقيف من الشارع، "ع"(١٦/ ٥٩٨).
قوله:"في الذات" قال الراغب: هي تأنيث "ذو"، وهي كلمة يتوصل بها إلى الوصف باسماء الأجناس والأنواع، وتضاف إلى الظاهر دون المضمر ويثنى ويجمع، ولا يستعمل شيء منها إِلَّا مضافًا، وقد استعاروا لفظ الذات لعين الشيء واستعملوها مفردة ومضافة، وأدخلوا عليها الألف واللام وأجروها مجرى النفس والخاصة، وليس ذلك من كلام العرب، انتهى.
وقال عياض ["مشارق الأنوار"(١/ ٣٤١)]: ذات الشيء نفسه وحقيقته، وقد استعمل أهل الكلام الذات بالألف واللام، وغلطهم أكثر النحاة، وجوّزه بعضهم؛ لأنها ترد بمعنى النفس وحقيقة الشيء، وجاء في الشعر لكنه شاذ، واستعمال البخاري لها من أن المراد بها نفس الشيء، على طريق المتكلمين في حق الله تعالى، ففرق بين النعوت والذات.
وقال ابن بكرهان: إطلاق المتكلمين في حق الله تعالى الذات من جهلهم؛ لأن "ذات" تأنيث "ذو"، وهو جلت عظمته لا يصح له إلحاق تاء التأنيث، ولهذا