ودحية بن خليفة، أرسله إلى قيصر ملك الروم فأكرمه قيصر وقصته مذكورة في أول "الجامع".
وسليط بن عمرو العامري، أرسله إلى هوذة بن علي ملك اليمامة فأكرمه وأنزله، وردَّ الجواب بقوله: لو جعلت لي بعض الأمر لسرت إليك وأسلمت، وإلا قصدت حربك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا ولا كرامة، اللَّهم اكفنيه"، فمات عام الفتح.
وعمرو بن أمية الضمري، أرسله إلى النجاشي ملك الحبشة فأخذ كتابه - صلى الله عليه وسلم - ووضعه على العينين ونزل عن سريره وجلس على الأرض وأسلم على يد جعفر بن أبي طالب، ولما مات صلى عليه - صلى الله عليه وسلم -.
وعبد الله بن حذافة، أرسله إلى كسرى إبزويز بن هرمز، فمزق كتابه وقال: يكاتبني وهو عبدي؟ ولما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك قال:"مزق الّه ملكه" ثم كتب كسرى إلى باذان وهو نائبه على اليمن: أن ابعث إلى هذا الذي يتنبأ في الحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به، فبعث باذان قهرمانه وكان كاتبًا عالمًا بكتاب فارس، وبعث معه رجلًا من الفرس يقال له: خرخرة، وكتب معهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمره أن ينصرف [معهما] إلى كسرى، فخرجا حتى قدما [على] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخلا عليه فقال: ارجعا حتى تأتياني غدًا، وأتى الخبر من السماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن الله تعالى قد سلَّط على كسرى ابنه شيرويه فقتله في شهر كذا وكذا، فدعاهما النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرهما، وأعطى [خرخرة] منطقة فيها ذهب وفضة كان أهداها له بعض الملوك، فخرجا من عنده حتى قدما على باذان وأخبراه الخبر، فقال: والله ما هذا بكلام ملك، وإني لأرى الرجل نبيًّا. فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه، فلما وقف عليه قال: إن هذا الرجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم وأسلمت الأبناء من فارس، وقرره النبي - صلى الله عليه وسلم - في موضعه وهو أول نائب من نُوّابه - صلى الله عليه وسلم -، هذا ملتقط من "العيني"(١٦/ ٤٩٣ - ٤٩٤) و"المجمع"(٥/ ٢٦٥ - ٢٦٦).