جِئْنَا (١) بَيْتَ الْمِدْرَاسِ (٢) فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَنَادَاهُمْ فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ أَسْلِمُوا (٣) تَسْلَمُوا"(٤)، فَقَالُوا: قد بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ:" أُرِيدُ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا". فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ذَلِكَ أُرِيدُ"(٥). ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ، فَقَالَ:
"الْمِدْرَاسِ " في نـ: "الُمُدَارِسِ". " قد بَلَّغْتَ " كذا في ذ، وفي نـ:"بَلَّغْتَ". " أُرِيدُ أَسْلِمُوا " في نـ: "ذلك أُرِيدُ أَسْلِمُوا"، وفي قا، مر:" أزيد أَسْلِمُوا".
===
(١) قوله: (جئنا بيت المدراس) بكسر الميم، وهو الذي يقرأ [فيه] التوراة. وقيل: هو الموضع الذي كانوا يقرأون فيه، وإضافة البيت إليه إضافة العام إلى الخاص. ويُروى: المُدارس بضم الميم، "ع"(١٦/ ٥٥٣)، "ك"(٢٥/ ٧٤ - ٧٥).
(٢) مرَّ الحديث مع بيانه (برقم: ٣١٦٧، ٦٩٤٤).
(٣) من الإسلام.
(٤) من السلامة.
(٥) قوله: (ذلك أريد) بضم أوله بصيغة المضارع من الإرادة أي: أريد أن تقروا بأني بلغت؛ لأن التبليغ هو الذي أمر به، ووقع في رواية أبي زيد المروزي فيما ذكره القابسي بفتح أوله وبزاي معجمة، وأطبقوا على أنه تصحيف، لكن وجهه بعضهم بأن معناه: أكرر مقالتي مبالغة في التبليغ، "ف"(١٣/ ٣١٥).
ومطابقته للجزء الثاني للترجمة من حيث إنه بلغ اليهود ودعاهم إلى الإسلام فقالوا: بلغت، ولم يذعنوا لطاعته، فبالغ في تبليغهم وكرره، وهذه مجادلة بالتي هي أحسن، "ع"(١٦/ ٥٥٣)، وكذا في "ف"(١٣/ ٣١٥)، "ك"(٢٥/ ٧٥).