النون وكسر الكاف مبالغة في الإنكار. غرضه أن تقرير الرسول - صلى الله عليه وسلم - حجة؛ إذ هو نوع من فعله، ولأنه لو كان منكرًا للزمه التغيير، ولا خلاف بين العلماء في ذلك؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز له أن يرى أحدًا من أمته يقول قولًا أو يفعل فعلًا محظورًا فيقرره عليه؛ لأن الله تعالى فرض عليه النهي عن المنكر. قوله:"لا من غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - " يعني: ليس بحجة ترك الإنكار من غير الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لجواز أنه لم يتبين له حينئذ وجه الصواب. قَالَ ابن التين: الترجمة تتعلق بالإجماع السكوتي، وأن الناس اختلفوا فيه، وقد علم ذلك في موضعه، "ع"(١٦/ ٥٥٩).
(١) قوله: (حدثنا حماد بن حميد) بالضم الخراساني، وذكر المزي في " التهذيب"(٧/ ٢٣٢، ٢٣٣) أن في بعض النسخ القديمة من "البخاري": حدثنا حماد بن حميد صاحب لنا حدثنا بهذا الحديث، وعبيد الله [بن معاذ] في الأحياء، وقد أخرج مسلم هذا الحديث عن عبيد الله بن معاذ بلا واسطة، قيل: هو أحد الأحاديث التي نزل فيها البخاري عن مسلم، "ع"(١٦/ ٥٥٩)، [انظر:"فتح الباري"(١٣/ ٣٢٤)].