للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنَّ رَحْمَتِي (١) تَغْلِبُ غَضَبِي". [راجع: ٣١٩٤، تحفة: ١٢٤٩٤].

٧٤٠٥ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفصِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَقُولُ اللَّهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبدِيَ (٢) بِي، وَأَنَا مَعَهُ (٣) إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي (٤) فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ (٥) فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -" في مه: "قَالَ النَّبِيُّ عَلَيهِ السَّلَامُ".

===

قوله: "إن رحمتي تغلب غضبي" فإن قلت: ما معنى الغلبة في صفات الله القديمة؟ قلت: الرحمة والغضب من صفات الفعل، فيجوز غلبة أحد الفعلين على الآخر وكونه أكثر منه، أي: تعلق إرادتي بإيصال الرحمة أكثر من تعلقها بإيصال العقوبة. وسبب ذلك أن فعل الرحمة من مقتضيات صفته بخلاف الغضب فإنه باعتبار معصية العبد تتعلق الإرادة به، "ك" (٢٥/ ١١٨).

(١) الفعلان - يعني: "كتب" و"يكتب" - متنازعان فيه، "ك" (٢٥/ ١١٨).

(٢) قوله: (أنا عند ظن عبدي بي) يعني: إن ظن أني أغفر وأعفو عنه فله ذلك، وإن ظن أني أعاقبه وأؤاخذه فكذلك. وفيه إشارة إلى ترجيح جانب الرجاء على الخوف. وقيده بعض أهل التحقيق بالمحتضر. وأما قبل ذلك فأقول: ثالثها الاعتدال، فينبغي للمرء أن يجتهد بقيام العبادات موقنًا بأن اللّه يقبله ويغفر له لأنه وعده بذلك، فإن اعتقد أو ظن خلاف ذلك فهو آئس من رحمة اللّه، وهو من الكبائر، ومن مات على ذلك وكله إلى ظنه. وأما ظن المغفرة مع الإصرار على المعصية فهو محض الجهل والغرة، "قس" (١٥/ ٤٢٨).

(٣) أي: بالعلم؛ إذ هو منزه عن المكان، "ك" (٢٥/ ١١٨).

(٤) أي: بالتعظيم، أي: بالتنزيه والتقديس سرًّا.

(٥) بالإنعام، وبالثواب والرحمة سرًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>