فَسَمَّى اللَّهُ نَفْسَهُ شَيْئًا (٢)(٣)، وَسَمَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْقُرْآنَ شَيْئًا، وَهُوَ (٤) صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ. وَقَالَ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (٥)} [القصص: ٨٨].
===
والقابسي. وسقط "باب" لغيرهما من رواية الفربري. وسقطت الترجمة من رواية النسفي. وذكر قوله:" {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً} " وحديث سهل بعد أثري أبي العالية ومجاهد. ووقع عند الأصيلي وكريمة:" {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً} سمى اللّه نفسه شيئًا"، "ع"(١٦/ ٦١٤). [غرض المصنف بالترجمة هو إطلاق الشيء عليه عز اسمه، خلافًا للجهمية؛ إذ منعوا إطلاق لفظ الشيء عليه تعالى، انظر "اللامع"(١٠/ ٣٧٤)].
(١) ولفظ "شيء" أعم العام لوقوعه على كل ما يصلح أن يخبر عنه، وقال الزمخشري:{أَيُّ شَيْءٍ} أي: شهيد أكبر شهادة، فوضع شيئًا مقام شهيد ليبالغ بالتعميم، "ع"(١٦/ ٦١٤).
(٣) قوله: (فسمى الله نفسه شيئًا) وتوجيهه: أن لفظ "أي" إذا جاءت استفهامية اقتضى الظاهر أن يكون مسمى باسم ما أضيف إليه، فعلى هذا يصح أن يسمى اللّه شيئًا وتكون الجلالة خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك الشيء هو اللّه، "ف"(١٣/ ٤٠٢)، والمقصود منه صحة إطلاق الشيء عليه تعالى وعلى القرآن. والحديث يطابق الجزء الأخير، وأما الأول فكأنه اكتفى له بالكريمة، ولذا فرع عليه قوله:"فسمى اللّه نفسه شيئًا"، "خ".
(٤) أي: القرآن.
(٥) أما الاستدلال بقوله: " {إِلَّا وَجْهَهُ} " فهو أنه مستثنىً فيجب اندراجه في المستثنى منه، والشيء يساوي الموجود لغة وعرفًا، "ك"(٢٥/ ١٢٨).