السَّمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ (١)(٢)، وَالأَرْضَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالأَنْهَارَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ بِيَدِهِ: أَنَا الْمَلِكُ. فَضحِكَ (٣) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ:
"وَالأَرْضَ" في ن: "وَالْأرَضِينَ".
===
(١) قوله: (على إصبع) من المتشابهات، مرَّ مرارًا، وقال المهلب (١٠/ ٤٧٣): فإن قيل: الآية مقتضية أن السماء والأرض ممسكتان بغير آلة يعتمد عليها، والحديث أنهما ممسكتان بالإصبع؟ قلنا: لا يلزم منه الإمساك بالإصبع، وكيف ولو كان بالإصبع لتسلسل إذ لا بد للإصبع من ممسك أيضًا، وهلم جرًّا. وأجاب غير المهلب: بأن الإمساك في الآية يتعلق بالدنيا، وفي الحديث بيوم القيامة، "ف"(١٣/ ٤٣٨). [انظر "الكرماني"(٢٥/ ١٦١)].
(٢) قوله: (إصبع) فيه مذهبان التأويل والإمساك عنه مع الإيمان بها، مع أن الاعتقاد أن الظاهر غير مراد، فعلى قول المتأولين يتأول الأصابع هاهنا على الاقتدار، أي: خلقها مع عظمها بلا تعب ولا ملل، والناس يذكرون الأصابع في مثل هذا للمبالغة والاحتقار فيقول أحدهما: بإصبعي أقتل زيدًا ينوي لا كلفة علي في قتله، وقيل: يحتمل أن المراد أصابع بعض مخلوقاته، وهذا غير ممتنع، والمقصود أن يد الجارحة مستحيلة، "نووي"(٩/ ١٤٥). [وفي "اللامع"(١٠/ ٣٧٤): الغرض في الباب إثبات الأصابع لله تعالى كما الوجه واليد وغيرهما].
(٣) قوله: (فضحك … ) إلخ، ظاهر الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صدق الخبر في قوله:"إن الله يمسك السماوات والأرضين والمخلوقات بالأصابع" ثم قرأ الآية التي فيها الإشارة إلى نحو ما قال، وقال القاضي: وقال بعض المتكلمين: ليس ضحكه - صلى الله عليه وسلم - وتعجبه وتلاوته الآية تصديقًا للحبر، بل هو رد