للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شِبْرًا (١) تَقَرَّبْتُ (٢) إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ

"تَقَرَّبَ إِلَيَّ (٣) "كذا في قتـ، وفي نـ: "تَقَرَّبَ مِنِّي".

===

الطاعة أزيد في الثواب، وإن كان كيفية إتيانه بالطاعة على التأني كان كيفية إتياني بالثواب على السرعة، فالغرض أن الثواب راجح على العمل مضاعف عليه كمًّا وكيفًا، ولفظ التقرب والهرولة إنما هو مجاز على سبيل المشاكلة أو على سبيل الاستعارة أو على قصد إرادة لوازمها، "ك" (٢٥/ ٢٢٨)، "ع" (١٦/ ٧١٩).

قال ابن التين: التقرب هاهنا نظير ما تقدم في قوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: ٩]: أن المراد به قرب الرتبة وتوقير الكرامة، "والهرولة" كناية عن سرعة الرحمة إليه ورضا الله عن العبد وتضعيف الأجر؛ فإن الهرولة ضرب من المشي المسرع وهو دون العدو. وقال صاحب "المشارق": المراد بما جاء في هذا الحديث: سرعة قبول توبة الله من العبد، أو تيسير طاعته وتقويته عليها وتمام هدايته وتوفيقه، والله أعلم بمراده. وقال الراغب: قرب العبد من الله التخصيص بكثير من الصفات التي يصح أن يوصف الله بها وإن لم يكن على الحد الذي يوصف به الله تعالى، نحو: الحكمة والعلم والحلم والرحمة وغيرها، وذلك يحصل بإزالة القاذورات المعنوية من الجهل والطيش والغضب وغيرها بقدر طاقة البشر، وهو قرب روحاني لا بدني، وهو المراد من: "إذا تقرب العبد مني شبرًا تقربت منه ذراعًا"، "ف" (١٣/ ٥١٣).

(١) بالكسر: ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر، "قاموس" (ص: ٣٨٥).

(٢) مثل تقرب ألطاف الله من العبد إذا تقرب إليه بالإخلاص، "مجمع" (٤/ ٢٤٣).

(٣) الأصل: "من"، واستعماله بـ "إلى" لقصد معنى الانتهاء، والصلاة تختلف بحسب المقصود، "ع" (١٦/ ٧٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>