٤٣٥٤):" كان ابن عمر ينزل عن راحلته فيهريق الماء، ثم يركب فيقرأ السجدة فيسجد وما توضأ"، وروى البيهقي (١/ ٩١) بإسناد صحيح عن ابن عمر قال: "لا يسجد الرجل إلا وهو طاهر"، والتوفيق بينهما بأن حُمِل قوله:"وهو طاهر"، على الطهارة الكبرى، أو يكون هذا على حالة الاختيار، وذاك على حالة الضرورة، قاله العيني (٥/ ٣٤٨).
قال القسطلاني (٣/ ١٢٨): واعتُرِض على الترجمة بأنه إن أراد المؤلف الاحتجاج لابن عمر بسجود المشركين فلا حجة فيه، لأن سجودهم لم يكن للعبادة، وإن أراد الردَّ على ابن عمر بقوله:"والمشرك نجس" فهو أشبه بالصواب، انتهى.
(١)"مسدد" هو ابن مسرهد، أبو الحسن البصري.
(٢)"عبد الوارث" هو ابن سعيد التنوري.
(٣)"أيوب" هو السختياني.
(٤)"عكرمة" مولى ابن عباس.
(٥) قوله: (سجد معه المسلمون والمشركون. . .) إلخ، قال النووي: محمول على من كان حاضرًا، فإن قلت: لِمَ سجد المشركون وهم لا يعتقدون القرآن؟ قلت: قيل: لأنهم سمعوا أسماء أصنامهم حيث قال: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى}[النجم: ١٩]، وقال عياض: كان سبب سجودهم فيما قال ابن مسعود: أنها أول سجدة نزلت، ولا يرد عليه نزول {اقْرَأْ} لأن محلَّ سجدتها نزل بَعْد [ذلك]، كذا في "العيني"(٥/ ٣٥١).
(٦) علم هذا إما بإخبار الرسول وإما بإزالة الله الحجاب، "ك"(٦/ ١٥٢).