للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

برواية "الصحيح" زمانًا لذهاب رواته، فرُحل إليه في روايته عنه وتُنوفس في سماعه منه (١).

والطريق المعروف اليوم إلى البخاري في مشارق الأرض ومغاربها باتصال السماع طريق الفربري، وعلى روايته اعتمد الناس؛ لكمالها وقربها وشهرة رجالها، وكان عنده أصل "البخاري"، ومنه نقل أصحاب الفربري.

وقال النووي في مقدمة "شرحه": اعلم أن "صحيح البخاري" متواترٌ عنه، واشتهر عنه من رواية الفِرَبْري. ثم قال: روى عنه خلائق، ثم رواه عن كلِّ واحدٍ من هؤلاءِ جماعاتٌ، واشتهرَ في بلادنا - يعني: الشام - عن أبي الوقت عن الداودي عن الحمُّوي عن الفربري عن البخاري (٢).

وقال ابن رشيد بعد ذكر أهمية رواية الفربري: ثم تواتر الكتاب عن الفربري، فتطوق به المسلمون، وانعقد الإجماع عليه، فلزمت الحجة، ووضحت المحجة، والحمد لله (٣).


(١) في هامش "الإفادة" (ص: ١٧): بل آخر من رواه عن البخاري وحدث به عنه: أبو طلحة منصور بن محمد النسفي، (ت ٣٢٩ هـ).
(٢) انظر: "شرح النووي لصحيح البخاري" (١/ ١٩٢).
(٣) "إفادة النصيح" لابن رشيد (ص: ١٩)، ومقدمة "لامع الدراري" (ص:٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>