للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ (١): "قَدْ قُضِيَ (٢)؟ ". فَقَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَبَكَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَكَوْا، فَقَالَ: "أَلَا تَسْمَعُونَ إِنَّ (٣) الله لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا (٤) -وَأَشارَ إِلَى لِسَانِهِ- أَوْ يَرْحَمُ (٥)، وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ (٦) أَهْلِهِ عَلَيْهِ"،

"فَقَالُوا" كذا في ذ، وفي نـ: "قَالُوا". "يَرْحَمُ" في هـ: "يَرْحَمُ الله". "يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ" في نـ: "ليُعَذَّبُ بِبُكَاءِ".

===

= غاشيته أي: يغشونه للخدمة، وأن يراد ما يتغشاه من كرب الوجع الذي به. قلت: لفظ "أهله" يأبى المعنى الثاني، بل يتأتى هذا على رواية العامة بإسقاط أهله، ويروى: "في غشيته" قال الكرماني: أي: في إغماءه، هذا كله من "العيني" (٦/ ١٤٣).

(١) صلى الله عليه وسلم.

(٢) بتقدير حرف الاستفهام أي: أقد خرج من الدنيا؟ وظن أنه مات.

(٣) بكسر الهمزة، "ك" (٧/ ٩٨)، استئنافًا، "قس" (٣/ ٤٣٣).

(٤) قوله: (يعذب بهذا) يعني إذا قالوا سوءًا من القول وهجرًا، "ع" (٦/ ١٤٣).

(٥) قوله: (أو يرحم) قال الكرماني (٧/ ٩٩): قال ابن بطال: يحتمل معنيين: أو يرحم إن لم ينفذ الوعيد فيه، أو يرحم من قال خيرًا واستسلم لقضاء ربه تعالى، أقول: إن صحت الرواية بالنصب [يكون] "أو" بمعنى "إلى أن" يعني يعذب إلى أن يرحمه الله تعالى؛ لأن المؤمن لا بد أن يدخل الجنة آخرًا، انتهى. كذا في "العيني" (٦/ ١٤٤).

(٦) هذا إذا تضمن ما لا يجوز وكان الميت سببًا فيه كما أوصى به، أو كان فيهم عادة ولم ينه، ونحو ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>