للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ (١)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ (٢)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (٣) قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: "أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ " فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، فَقَالَ: "أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ (٤) يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ وَلَمْ يُغسِّلْهُمْ. [راجع ح: ١٣٤٣].

"بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ" في نـ: "بَيْنَ رَجُلَيْن". "فَأَمَرَ" في نـ: "وَأَمَرَ".

===

(١) الزهري.

(٢) الأنصاري.

(٣) الأنصاري.

(٤) قوله: (أنا شهيد على هؤلاء) أي: أشهد لهم بأنهم بذلوا أرواحهم لله تعالى. فإن قلت: ليس للشق ذكر في حديث الباب فكيف المطابقة؟ قلت: قوله: "قدّمه في اللحد" يدلّ على الشق؛ لأن تقديم أحد الميتين وتأخير الآخر غالبًا في الشق لمشقة تسوية اللحد لمكان اثنين، وتقديمه اللحد على الشق في الترجمة يدلّ على مزية فضله، دلّ عليه ما رواه ابن عباس عنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللحد لنا والشق لغيرنا" رواه أبو داود [ح: ٣٢٠٨]، كذا في "العيني" (٦/ ٢١١، ٦/ ٢٣١) و"القسطلاني" (٣/ ٤٩٦ - ٤٩٧).

وفي "الفتح" (٣/ ٢١٨): ويحتمل أن يكون ذكر الشق في الترجمة لينبِّهَ (١) على أن اللحد أفضل منه؛ لأنه الذي وقع دفن الشهداء فيه مع ما كانوا فيه من الجهد والمشقة، فلولا مزية فضيلة فيه مَا عانُوه (٢)، انتهى.


(١) في الأصل: "ليبنه".
(٢) في الأصل: "ما عابوه".

<<  <  ج: ص:  >  >>