للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَتْ أَسْرَعَنَا لُحُوقًا بِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-" (١)، وَكَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ (٢). [أخرجه: م ٢٤٥٢، س ٢٥٤١، تحفة: ١٧٦١٩].

===

(١) قوله: (وكانت أسرعنا لحوقًا به -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) والضمير في "كانت" بحسب الظاهر يرجع إلى سودة، وقد صرّح به البخاري في "تاريخه الصغير" بهذا الإسناد: "فكانت سودة أسرعنا لحوقًا به"، وكذا أخرج البيهقي، وكذا في رواية عفان عند أحمد وابن سعد أيضًا عنه، وفسّر الخطابي وقال: لحوق سودة به من أعلام النبوة، لكن هذا خلاف المعروف عند أهل العلم؛ لاتفاق أهل السير على أنها زينب، صرّح به النووي، وسبقه إلى نقل الاتفاق ابن بطال ["شرح ابن بطال" (٣/ ٤١٨)]، وكانت ماتت في زمان عمر رضي الله عنه، وبقيت سودة إلى أن تُوُفِّيَتْ في زمان معاوية في شوال سنة أربع وخمسين، كذا ذكره الشيخ في "اللمعات".

قال العيني (٦/ ٣٨٧): وفي "التلويح": هذا الحديث غلط من بعض الرواة، والعجب من البخاري كيف لم يُنبّهْ عليه، ولا من بعده من أصحاب التعاليق، حتى إن بعضهم فسّره بأن لحوق سودة من أعلام النبوة، وكلّ ذلك وهم، وإنما هي زينب بنت جحش، فإنها كانت أطولهن يدًا بالمعروف، وقد ذكر مسلم ذلك على الصحّة من طريق عائشة قالت: وكانت زينب أطولنا يدًا؛ لأنها كانت تعمل وتتصدق. وقال العيني: ويمكن أن يتأتى هذا على أحد القولين في وفاة سودة، فقد روى البخاري في "تاريخه" بإسناد صحيح إلى سعيد بن أبي هلال أنه قال: ماتت سودة في خلافة عمر رضي الله عنه، وجزم الذهبي في "التاريخ الكبير" بأنها ماتت في خلافة عمر رضي الله عنه، وقال ابن سيد الناس: إنه المشهور، انتهى. لكن لا يخفى أنه خلاف الجمهور، ويردّه أيضًا ما في الحديث "فعلمنا بعدُ أنما كانت طول يدها الصدقة"، وفيه كلام أكثر من هذا، والله أعلم. [انظر "فتح الباري" (٣/ ٢٨٧)].

(٢) هو محل الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>