هَذِهِ الأُمَّةِ (١) قَدْ ظَهَرَ، ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَّةَ (٢)، وَكَانَ نَظِيرَهُ فِي الْعِلْمِ، وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَى حِمْصٍ (٣)، فَلَمْ يَرِمْ (٤) حِمْصَ حَتَّى أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْيَ هِرَقْلَ عَلَى خُرُوجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَّهُ نَبِيٌّ، فَأَذِنَ (٥) هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ (٦) لَهُ بِحِمْصَ ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابِهَا فَغُلِّقَتْ، ثُمَّ اطَّلَعَ (٧) فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ، هَلْ لَكُمْ (٨) فِي الْفَلَاحِ وَالرُشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ فَتُبَايِعُوا هَذَا النَّبِيِّ؟ فَحَاصُوا (٩) حَيصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ (١٠) إِلَى الأَبْوَابِ، فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ، فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ، وَأَيِسَ مِنَ الإِيمَانِ قَالَ: رُدُّوهُمْ عَلَيَّ، وَقَالَ: إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي
"فَاذِنَ" في نـ: "فَآذَنَ". "فَتُبَايِعُوا" في هـ: "فتتابعوا" وفي نـ: "فنبايع". "أيِسَ" في ص، هـ: "يَئِسَ".
===
(١) أي: العرب، " قس" (١/ ١٤٠).
(٢) مدينة رئاسة الروم، "توشيح" (١/ ١٦٥).
(٣) مدينة بالشام، يذكّر ويؤنّث، "خ" (١/ ٢٦).
(٤) أي: لم يبرح، "توشيح" (١/ ١٦٠).
(٥) من الإذن.
(٦) قوله: (دسكرة) بفتح الدال والكاف وسكون السين المهملة، وهو بناء كالقصر حوله بيوت، "ع" (١/ ١٣٦).
(٧) أي: خرج من الحرم وظهر على الناس، "ع" (١/ ١٥٢).
(٨) أي: رغبة.
(٩) نفروا.
(١٠) شبّههم بالحمر لمناسبة الجهل، "تو" (١/ ١٦١).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute