للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُ: "تَتْرُكُونَ (١) الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ (٢)، لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِيَ -يُرِيدُ عَوَافِيَ (٣) الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ- وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ (٤) رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ، يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَانِهَا وُحُوشًا، حَتَّى إِذَا

"تَتْرُكُونَ" في نـ: "يَتْرُكُونَ". "إِلَّا الْعَوَافِيَ" في نـ: "إلَّا الْعَوَافِ وفي ذ: "إلَّا عَوَافِي". "الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ" في نـ: "السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ" مصحح عليه.

===

(١) قوله: (تتركون) بتاء الخطاب في رواية الأكثرين، والمراد بذلك غير المخاطبين، لكنهم من أهل البلد أو من نسل المخاطبين أو من نوعهم، ويروى: "يتركون" بياء الغيبة، ورجَّحه القرطبي [في "المفهم" (٣/ ٥٠١)]، "فتح الباري" (٤/ ٩٠).

(٢) قوله: (على خير ما كانت) أي: على أحسن حال كانت عليه من قبلُ، قال القرطبي تبعًا لعياض ["الإكمال" (٤/ ٥٠٧)]: وقد وجد ذلك حين انتقلت الخلافة عنها إلى الشام ثم إلى العراق، وتغلّبت عليها الأعراب وخلت من أهلها، وبقيت أكثر ثمارها للعوافي، قال النووي [في "المنهاج" (٩/ ١٥٩)]: المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة، ويوضحه قصة الراعيَيْن، كذا في "ف" (٤/ ٩٠)، "قس" (٤/ ٤٧٦ - ٤٧٧).

(٣) جمع عافية، وهي طُلَّاب الرزق من الدواب والطير، "ع" (٧/ ٥٨٠).

(٤) قوله: (وآخِر من يُحْشَر) أي: يساق ويجلى من الوطن. قوله: "من مزينة" بضم الميم: قبيلة من مضر. قوله: "ينعقان" بكسر العين المهملة بعدها قاف أي: يصيحان بغنمهما ليسوقاها. قوله: "فيجدانها وُحوشًا" أي: يجدان أهلها وحوشًا، جمع وحش، أو يجدان المدينة ذات وحوش، ويروى: "وَحوشًا" بفتح الواو أي: يجدانها خالية ليس بها أحد، كذا في "العيني" (٧/ ٥٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>