للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سِقَائِهِ (١)، وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ، فَإِنِّي صَائِمٌ"، ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ، فَصَلَّى غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ، فَدَعَا لأُمِّ سُلَيْمٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهَا، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً (٢)، قَالَ: "مَا هِيَ؟ " قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ، فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ: "اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ"، فَإنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الأَنْصَارِ مَالًا (٣). وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنَةُ (٤) أَنَّهُ دُفِنَ لِصُلْبِي (٥) مَقْدَمَ الْحَجَّاجِ الْبَصْرَةَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ. [أطرافه: ٦٣٣٤، ٦٣٤٤، ٦٣٧٨، ٦٣٨٠، تحفة: ٦٣٧].

"وَبَارِكْ لَهُ" في هـ، عسـ، ذ: "وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ". "مَقْدَمَ الْحَجَّاجِ" كذا في ذ، وفي نـ: "مَقْدَمَ حَجَّاجٍ".

===

(١) ظرف من جلد، "ع" (٨/ ٢٠٧).

(٢) قوله: (خُوَيْصَّة) تصغير الخاصّة، وهو مما اغتفر فيه التقاء الساكنين، وفي رواية: "خويصتك أنس" فصغّرته لصغر سنه يومئذ، ومعناه هو الذي يختصّ بخدمتك، وفي الحديث حجة لمالك وأبي حنيفة أن الصائم المتطوّع لا ينبغي له أن يفطر بغير عذر، قاله العيني (٨/ ٢٠٨ - ٢٠٩)، ومرّ (في ٥٢ - باب من أقسم على أخيه. . .) إلخ.

(٣) كان لأنس بستان يحمل في السنة مرتين، "ف" (٤/ ٢٢٩).

(٤) تصغير آمنة، وفي رواية أن ابنته الكبرى أُمينة [أخبرته]، "ف" (٤/ ٢٢٩).

(٥) قوله: (دفن لصلبي) أي من ولده دون أسباطه وأحفاده. قوله: "مقدم الحجاج" هو ابن يوسف الثقفي، وكان قدومه سنة ٧٥ هـ، وعاش أنس بعد ذلك إلى ثلاث، ويقال: إحدى وتسعين، قاله العيني (٨/ ٢٠٩). قال في "الفتح" (٤/ ٢٢٩): وفي ذكر هذا دلالة على كثرة ما جاءه من الولد، فإن هذا القدر هو الذي مات منهم، وأما الذين بقوا فعند مسلم عن أنس: "إن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة"، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>