للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَكُنْتُ أَضْرِبُ لَهُ خِبَاءً (١)، فَيُصَلِّي الصُّبْحَ، ثُمَّ يَدْخُلُهُ، فَاسْتَأْذَنَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَضْرِبَ خِبَاءً فَأَذِنَتْ لَهَا، فَضَرَبَتْ خِبَاءً، فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ (٢) بنتُ جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِبَاءً آخَرَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَأَى الأَخْبِيَةَ فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " فَأُخْبِرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "آلْبِرُّ تُرَوْنَ (٣) بِهِنَّ (٤)؟ " فَتَرَكَ الاعْتِكَافَ ذَلِكَ الشَّهْرَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ. [راجع: ٢٠٢٩، أخرجه: م ١١٧٢، د ٢٤٦٤، س ٧٠٩، ق ١٧١٧، تحفة: ١٧٩٣٠].

"زَيْنَبُ بنتُ جَحْشٍ" كذا في ذ، وفي نـ: "زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ". "تُرَوْنَ بِهِنَّ" في عسـ: "تُرِدْنَ بِهِنَّ".

===

(١) قوله: (أضرب له خباء) بكسر الخاء المعجمة وبالمدِّ، وهو الخيمة من وبر أو صوف، وهو على عمودين أو ثلاثة، ويُجمَع على الأخبية. قوله: "فيصلي الصبح ثم يدخله" استدلّ به على أن مبدأ الاعتكاف من أوّل النهار، وبه قال الأوزاعي والثوري والليث في أحد قوليه، وذهب الأئمة الأربعة والنخعي إلى أن يدخل قبيل الغروب إذا أراد اعتكاف عشر أو شهر، وأوّلوا الحديث على أنه دخل من أول الليل، ولكن إنما تخلّى بنفسه في المكان الذي أعدّ لنفسه بعد صلاة الصبح، "فتح" (٤/ ٢٧٥ و ٢٧٧)، "عيني" (٨/ ٢٧٥ - ٢٧٧)، "طيبي" (٤/ ٢١١).

(٢) أم المؤمنين، "قس" (٤/ ٦٨٧).

(٣) الخطاب للناس الحاضرين.

(٤) قوله: (آلبرّ ترون بهن) الهمزة للاستفهام الإنكاري، والبرّ هو الطاعة، وترون بلفظ المعلوم من الرأي، وبلفظ المجهول بمعنى تظنّون، "ك" (٩/ ١٦٧). قوله: "فترك الاعتكاف [ذلك الشهر] ثم اعتكف عشرًا من شوال" قال ابن حجر (٤/ ٢٧٧): فيه دليل على أن النوافل المعتادة إذا فاتت

<<  <  ج: ص:  >  >>