للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا يُؤْذِنَا بِذَلِكَ (١)، وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِهِ (٢)، فَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ (٣) أَبْنَاءَنَا (٤) وَنِسَاءَنَا. قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لأَبِي بَكْرٍ، فَطَفِقَ أَبُو بَكْرٍ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِالصَّلَاةِ وَلَا الْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا (٥) لأَبِي بَكْرٍ فَابْتَنَى مَسْجِدًا (٦) بِفِنَاءِ دَارِهِ، وَبَرَزَ (٧) فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَقْرأُ الْقُرْآنَ، فَيَتَقَصَّفُ (٨) عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَيَعْجَبُونَ مِنهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرأُ الْقُرْآنَ، فَأَفْزَعَ (٩) ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْركِينَ، فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا أبَا بَكْرٍ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَإِنَّهُ جَاوَزَ

"فَيَتَقَصَّفُ" في هـ: "فَيَنْقَصِفُ". "أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ" في هـ: "أَجَزْنَا أَبَا بَكْرٍ".

===

(١) إشارة إلى ما ذكر من الصلاة والقراءة، "ع" (٨/ ٦٦٦).

(٢) أي: المذكور من الصلاة والقراءة، "ع" (٨/ ٦٦٦).

(٣) قوله: (أن يَفتن) بفتح التحتية من الفتنة، والفتنة تستعمل على معان كثيرة، وأصلها الامتحان، والمراد هنا أن يخرج أبناءَهم ونساءَهم مما هم فيه من الضلال إلى الدين، "ع" (٨/ ٦٦٦).

(٤) مفعول لقوله: "يفتن"، "ع" (٨/ ٦٦٦).

(٥) أي: ظهر له رأي في أمره بخلاف ما كان يفعله، "ع" (٨/ ٦٦٦).

(٦) هو أول مسجد بني في الإسلام، "ع" (٨/ ٦٦٦).

(٧) أي: ظهر، "ع" (٨/ ٦٦٦).

(٨) قوله: (فَيَتَقَصَّف) أي: يزدحم حتى يكسر بعضهم بعضًا بالوقوع عليه، وأصل القصف الكسر، ومنه ريح قاصفة، "ع" (٨/ ٦٦٦).

(٩) من الفزع وهو الخوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>