بَرْنِيٍّ (١)، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ " قَالَ بِلَالٌ: كَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ رَدِيٌّ، فَبِعْتُ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ، لِنُطْعِمَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- (٢)، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ ذَلِكَ:"أَوَّهْ أَوَّهْ (٣) عَيْنُ الرِّبَا عَيْنُ الرِّبَا، لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ،
"عِنْدَنَا تَمْرٌ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ: "عِنْدِي تَمْرٌ". "لِنُطْعِمَ النَّبِيَّ" في نـ: "لِيَطْعَمَ النَّبِيُّ"، وفي أخرى: "لِمَطْعَمِ النَّبِيِّ".
===
(١) قوله: (برني) بفتح الموحدة وسكون الراء وكسر النون بعدها ياء مشددة، وهو ضرب من التمر أصفر مدوَّر، وهو أجود التمور، قاله في "المحكم"، "ك" (١٠/ ١٤٢)، "ع" (٨/ ٦٩٩).
(٢) قوله: (لِنُطعم النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-) بالنون المضمومة من الإطعام، ولفظ النبي منصوب به، هذا في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره "ليطعم" بفتح الياء التحتية وفتح العين، ولفظ النبي مرفوع به، كذا في "الفتح" (٤/ ٤٩٠) و"العيني" (٨/ ٦٩٩)، وزاد في "الفتح": وفي رواية مسلم: "لمطعم النَّبي -صلى الله عليه وسلم-" بالميم، انتهى.
(٣) قوله: (أوّه أوّه) بفتح الهمزة وتشديد الواو وسكون الهاء، وهي كلمة تقال عند الشكاية والحزن، قال الجوهري: وقد يقال بالمدِّ لتطويل الصوت بالشكاية، قوله: "عين الربا" بالتكرار أيضًا، أي: هذا البيع نفس الربا حقيقة، "ك" (١٠/ ١٤٣)، "ع" (٨/ ٦٩٩)، وهو محل الترجمة، كذا في "العيني" (٨/ ٦٩٩)، وقال في "الفتح" (٤/ ٤٩٠): ليس فيه تصريح بالردِّ بل فيه إشعار به، ولعله أشار بذلك إلى ما ورد في بعض طرقه، فعند مسلم من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد في نحو هذه القصة فقال: "هذا الربا فردّوه"، انتهى.
قال العيني (٨/ ٦٩٩): الذي يعلم بالردِّ من الحديث فوق العلم بتصريح