أبو عبيد: الشرب بالفتح مصدر، وبالخفض والرفع اسمان، كذا في "الكرماني"(١٠/ ١٦٩).
وفي "الفتح"(٥/ ٢٩): الشرب بكسر المعجمة، والمراد به الحكم في قسمة الماء، قاله عياض، قال: وضبطه الأصيلي بالضم، والأول أولى، قال ابن المنيِّر: من ضبطه بالضم أراد المصدر، وقال غيره: المصدر مثلث، والشرب في الأصل بالكسر: النصيب والحظّ من الماء.
(١) قوله: (وقول الله) بالجرّ عطفًا على سابقه، وفي بعض النسخ:"قال الله عَزَّ وجَلَّ: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ} الآية، وقال قتادة: كل حي مخلوق من الماء، وقيل: معناه أن كل حيوان أرضي لا يعيش إلا بالماء، وقال الربيع بن أنس: من الماء، أي: من النطفة، وقال ابن بطال: يدخل فيه الحيوان والجماد، لأن الزرع والشجر لها موت إذا جفَّتْ وَيَبِسَتْ، وحياتها خضرتها ونضرتها، "ع" (٩/ ٥٠ - ٥١).
(٢) قوله: (وقوله) بالجرّ عطف على قوله الأول، قوله:{أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} بضم الميم وسكون الزاي جمع مزنة، وهي السحاب الأبيض، وكل هذه الخطابات للمشركين الطبيعيين لما قالوا: نحن موجودون من نطفة حدثت بحرارة كامنة، فردّ الله عليهم بهذه الخطابات، ومن جملتها قوله:{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ} أي: العذب الصالح للشرب، {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} أي: السحاب، قوله:{جَعَلْنَاهُ} أي: الماء {أُجَاجًا} أي: ملحًا شديد الملوحة مُرًّا لا يقدرون على شربه، قوله:{فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} أي: فهلا تشكرون، "عيني" (٩/ ٥١).