عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ (١)، عَنْ عَبَايَةَ (٢) بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ (٣)، عَنْ جَدِّهِ (٤) قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِذِي الْحُلَيْفَةِ (٥)، فَأَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ، فَأَصَابُوا إِبِلًا وَغَنَمًا، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي أُخْرَيَاتِ الْقَوْم، فَعَجِلُوا (٦) وَذَبَحُوا وَنَصَبُوا الْقُدُورَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ (٧)،
===
(١) ابن عدي، والد سفيان الثوري، "قس"(٥/ ٥٦٢).
(٢) بفتح العين المهملة.
(٣) الأنصاري، "ع"(٩/ ٢٦٥).
(٤) أي: رافع جد عباية.
(٥) قوله: (بذي الحليفة) قال صاحب "التلويح": ذو الحليفة هذه ليست الميقات، إنما هي التي من تهامة عند ذات عرق، ذكره ياقوت وغيره، قلت: في رواية مسلم هكذا عن رافع بن خديج قال: "كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذي الحليفة من تهامة"، وذكر القابسي أنها المهلُّ التي بقرب المدينة، وقاله أيضًا النووي، وفيه نظر من حيث إن في الحديث ردًّا لقولهما، وقال ابن التين: وكانت سنة ثمان من الهجرة في قضية حنين، قوله:"في أُخْرَيات القوم" أي: في أواخرهم وأعقابهم، وكان يفعل ذلك رفقًا لمن معه ولحمل المنقطع، "عيني"(٩/ ٢٦٥).
(٦) بكسر الجيم، "ع"(٩/ ٢٦٥).
(٧) قوله: (فأكفئت) أي: قُلبت وأُميلت وأُريق ما فيها، وهو من الإكفاء، قيل: إنما أمر بالإكفاء لأنهم ذبحوا الغنم قبل أن يُقْسَم فلم يَطِبْ له ذلك، قوله:"فعدل" هذا محمول على أنه كان يحسب قيمتها يومئذ، قوله:"فندّ" بفتح النون وشدة الدال، أي نفر وذهب على وجهه شاردًا، قوله:"فأعياهم" أي: أعجزهم، قوله:"أوابِدَ" جمع آبدة بالمد وكسر الموحدة المخففة، أي: النافرة، وتأبَّد أي: توحَّش وانقطع عن المكان الذي فيه، وسميت أوابد الوحش بذلك لانقطاعها عن الناس، وفيه أن الإنسيَّ إذا توحَّش