الإشهاد "في العتق". قوله:"يريد الإسلام" جملة حالية، وكذا قوله:"ومعه غلامه" جملة حالية، قوله:"ضلّ" أي: تاه كلُّ واحد منهما، وذهب إلى ناحية، قوله:"وعنائها" بفتح المهملة وتخفيف النون، أي: تعبها ومشقتها، قوله:"دارةِ الكفر" هي دارة الحرب، والدارة أخصّ من الدار، ويروى:"دارةِ" بالإضافة إلى الضمير، وحينئذٍ يكون "الكفر" بدلًا منه بدل الكل من الكل.
فإن قلت: الشعر لمن؟ قلت: ظاهره أنه لأبي هريرة، ولكنه غير مشهور بالشعر، وحكى ابن التين أنه لغلامه، وحكى الفاكهي أن البيت المذكور لأبي مرثد الغنوي في قصة له، فإذا كان كذلك يكون أبو هريرة قد تمثّل به.
قال ابن بطال: فيه العتق عند بلوغ الأمل والنجاة مما يخاف، كما فعل أبو هريرة حين أنجاه الله من دار الكفر ومن ضلاله في الليل عن الطريق، وكان إسلام أبي هريرة في سنة ست من الهجرة، "عمدة القاري"(٩/ ٣٢٨ - ٣٢٩).