الوجوب، قوله:" {إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} " اختلفوا في المراد بالخير، قال الثوري (١): هو القوّة على الاحتراف والكسب لأداء ما كوتِبُوا عليه، وعن الليث مثله، قال الحسن البصري: الصدق والأمانة والوفاء، وقال بعضهم: الصلاح وإقامة الصلاة، وقال مجاهد: المال. قوله:"ثم أخبرني" القائل بهذا هو ابن جريج، والمخبِرُ هو عطاء وظاهره الإرسال؛ لأن موسى لم يدرك وقت سؤال سيرين من أنس الكتابة، وسيرين هو أبو محمد بن سيرين، قوله:"فأبى" أي امتنع من فعل الكتابة؛ لأن اجتهاده أدّى إلى أن أمر " {فَكَاتِبُوهُمْ} " ليس للوجوب، كما أن اجتهاد عمر تَأَدَّى إلى أنه للوجوب، و"الدِّرَّة" بكسر الدال وتشديد الراء، هي التي تضرب بها، وهي معروفة، قوله:"في كتابتها" أي: في مال كتابتها، وسمي العقد كتابة لأن دَينه مؤجل فيحتاج إلى إثباته بالكتابة توثيقًا، ومطابقة الحديث للترجمة في قوله:"نُجِّمَتْ عليها في خمس سنين"، هذا كلُّه ملتقط أكثره من "العيني"(٩/ ٣٦٥ - ٣٦٩)، وبعضه من "الكرماني"(١١/ ١٠٢ - ١٠٣).
(١)"وقال روح" هو ابن عبادة، مما وصله إسماعيل القاضي. ["تغليق التعليق"(٣/ ٣٤٨)].