للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ (١) قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ (٢) قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "خَيْرُكُمْ قَرْنِي (٣)، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ". قَالَ عِمْرَانُ: لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً. قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ بَعْدَكُمْ (٤) قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ،

"بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً" في سـ، حـ، ذ: "بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً". "إنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا"فى سفـ، بو: "إنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمٌ".

===

(١) " زَهْدَم بن مُضَرِّب" الجرمي البصري.

(٢) الخزاعي، "قس" (٦/ ١٠١).

(٣) قوله: (قرني) القرن: أهل زمان واحد متقارب أُشركوا في أمر من الأمور المقصودة، وقد يطلق على طائفة من الزمان، واختلفوا في تحديده، فقرنُه -صلى الله عليه وسلم- هم الصحابة، وكانت مدتهم من المبعث إلى آخر من مات منهم مئة وعشرين سنة، وقرن التابعين من سنة مئة إلى نحو سبعين، وقرن أتباع التابعين مِنْ ثَمَّ إلى حدود العشرين ومائتين، وفي هذا الوقت ظهرت البدع ظهورًا فاشيًا، وأطلقت المعتزلة ألسنتهم، ورفعت الفلاسفة رؤوسهم، [وامتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القرآن] وتغيَّرت الأحوال تغيرًا شديدًا، ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن، وظهر مصداق قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ثم يفشو الكذب كذا ذكره السيوطي [انظر: "التوشيح" (٣/ ٤٩٠)]، قاله في "اللمعات".

(٤) قوله: (إنّ بعدكم) أي بعد هذه القرون الممدوحة "قومًا" بالنصب، وفي بعضها: "قوم"، فلعله منصوب لكنه كتب بدون الألف على اللغة الربيعية (١)، أو ضمير الشأن محذوف على ضعف، كذا في "الكرماني" (١١/ ١٧٢)، أو هو فاعل لفعل مضمر؛ أي: يجيء قوم، كما في "العيني" (٩/ ٥٠٠، ١١/ ٣٨٣). قوله: "لا يؤتَمَنُون" أي لا يثق الناس بهم ولا يعتقدونهم أمناء، أي: يكون لهم خيانة ظاهرة.


(١) في الأصل: "الربعية".

<<  <  ج: ص:  >  >>