وجميل أحوالها وتنزُّهِها عن هذا الباطل الذي افتراه الظَلَمة الذين لا حجة لهم فيه. قوله:"لقرابته منه" وذلك لأن أمَّ مسطح: سلمى، هي بنت خالة أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه.
قوله:" {وَلَا يَأْتَلِ} " أي لا يحلف. قوله:" {أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} " أي: في الدِّين " {وَالسَّعَةِ} " أي: في المال، وفيه دليل على فضل أبي بكر رضي الله عنه وشرفه. قوله:" {أَنْ يُؤْتُوا} " أي: على أن لا يؤتوا، أو في أن يؤتوا. قوله:" {وَلْيَعْفُوا} " أي: عما فرط منهم " {وَلْيَصْفَحُوا} " أي: بالإغماض عنهم، قوله:" {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} " أي على عَفْوِكُم وصفحكم وإحسانكم إلى من أساء إليكم " {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} " مع كمال قدرته، فتخلَّقوا بأخلاقه، كذا في "البيضاوي"(٤/ ١٢٠).
قوله:"أحمي سمعي" أي: أصون سمعي من أن أقول: سمعت ولم أسمع، "وبصري" من أن أقول: أبصرت ولم أبصر، أي: لا أكذب، لكن أصدق حماية لهما، قوله:"تساميني" أي: تضاهيني بجمالها ومكانها عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي مفاعلة من السموّ، وهو الارتفاع، هذا كله ملتقط من "الكرماني"(١١/ ١٨٧ - ١٩٠) و"الخير الجاري"(٢/ ٢٥٦ - ٢٥٧) و"التنقيح"(٢/ ٥٩٠ - ٥٩١)، إلا شيئًا قليلًا أخذته من الخطابي "شرح البخاري"(٢/ ١٣١٠)، ومن التفسير للبيضاوي فهو ما أشرته إليه ثمه.
قال العيني (٩/ ٥١٧) وابن حجر: ومطابقة الحديث للترجمة من حيث إن فيه سؤالَ النبي -صلى الله عليه وسلم- بريرةَ وزينبَ بنت جحش عن عائشة، وجوابَهما ببراءتها، واعتمادَ النبي -صلى الله عليه وسلم- على قولهما، وفي مجموع ذلك مراد الترجمة؛ لأن فيه تعديلًا وتزكية عن بعض النساء لبعض، انتهى كلامهما ملتقطًا.
وفي "الفتح"(٥/ ٢٧٣): قال ابن بطال: فيه حجة لأبي حنيفة في جواز تعديل النساء، وبه قال أبو يوسف، ووافق محمد الجمهور، وقال الطحاوي: