للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: "أَنَا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ"، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: "امْحُ رَسُولُ اللهِ"، قَالَ: لَا، وَاللهِ لَا أَمْحُوكَ أَبَدًا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الْكِتَابَ، فَكَتَبَ (١): هَذَا مَا قَاضَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، لَا يَدْخُلُ مَكَّةَ بِسِلَاحٍ إِلَّا فِي الْقِرَابِ،

"مَا قَاضَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ" في هـ، ذ: "مَا قَاضَى عَلَيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ". "لَا يَدْخُلُ مَكَّةَ بِسِلَاحٍ" كذا في صـ، قتـ، وفي قتـ، ذ: "لَا يُدْخِلُ مَكَّةَ سِلَاحًا"، وفي نـ: "لَا يَدْخُلُ مَكَّةَ سِلَاحٌ".

===

(١) قوله: (فكتب … ) إلخ، قال الكرماني (١٢/ ٩ - ١٠): فإن قلت: وصفه الله في القرآن بأنه أميٌّ فكيف أسند إليه الكتابة؟ قلت: الأمي من لا يحسن الكتابة لا من لا يكتب، أو إسناده مجازي؛ لأنه هو الآمر بها، أو كتبه خارقًا للعادة على سبيل المعجزة. قوله: "هذا" إشارة إلى ما في الذهن، و"ما قاضى" خبره مفسِّر له، وقوله: "لا يدخل" تفسير للتفسير. قوله: "دخلها" أي في العام المقبل، و"مضى الأجل" أي قرب انقضاء الأجل كقوله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} [البقرة: ٢٣٤ والطلاق: ٢] ولا بد من هذا التأويل لئلا يلزم عدم الوفاء بالشرط. قوله: "يا عمّ" فيه إضمار أو تجوُّزٌ إذ عليٌّ هو ابن عمِّها لا عمُّها، قوله: "دونكِ ابْنَةَ عمِّكِ" بكسر الكاف في الموضعين، وهو من أسماء الأفعال، وفيه أيضًا مجاز أو إضمار؛ لأنها ابنة عم أبيها، كذا في "الكرماني" (١٢/ ٩ - ١٠) وفي "الخير الجاري" (٢/ ٢٦٨): ويحتمل أن يكون هذا باعتبار أن بين حمزة وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أُخوة الرضاع، انتهى.

قوله: "حملتها" بلفظ الماضي، ولعل الفاء سقطت، وقد ثبتت في رواية النسائي من الوجه الذي أخرجه البخاري، ولأبي ذر عن الكشميهني: "احمليها"، كذا في "القسطلاني" (٦/ ١٧٧)، قال في "الخير الجاري"

<<  <  ج: ص:  >  >>