للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي بهِ؟ قَالَ: "إِنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ (١) أَصْلَهَا، وَتَصَدَّقْتَ بِهَا"، فَتَصَدَّقَ عُمَرُ أَنَّهُ لَا يُبَاعُ أَصْلُهَا وَلَا يُوهَبُ وَلَا يُورَثُ، فِي الْفُقَرَاءِ وَالْقُرْبَى وَالرِّقَابِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالضَّيْفِ وَابْنِ السَّبِيلِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ. [راجع: ٢٣١٣، أخرجه: م ١٦٣٢، د ٢٨٧٨، ت ١٣٧٥، س ٣٦٠١، ق ٢٣٩٦، تحفة: ٧٧٤٢].

"غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ". في نـ: "غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ بِهِ".

===

وقال الداودي: سمي نفيسًا لأنه يأخذ بالنفس، قوله: "حَبَّسْتَ" أي: وقفت. قوله: "تصدقت بها" أي بمنفعتها، قوله: "في الفقراء" متعلق بقوله: "فتصدق"، قوله: "أن يأكل منها بالمعروف" أي القدر الذي جرت به العادة، قوله: "أو يطعم" بضم الياء من الإطعام أي: يؤكل، قوله: "غير مُتَمَوِّلٍ فيه" في رواية الأنصاري الماضية في آخر "الشروط" (برقم: ٢٧٣٧): "غير متمول به" والمعنى غير مُتَّخِذٍ منها مالًا أي: ملكًا، والمراد أنه لا يتملك شيئًا من رقابها، هذا ملتقط من "الفتح" (٥/ ٤٠١) وغيره.

قال العيني (١٠/ ٦١): ومطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "إن شئت حَبَّسْت أصلها" إلى آخر الحديث، ويؤخذ من هذه الألفاظ شروط، وهي تُكْتب كلها في كتاب الوقف، وقد كتب عمر -رضي الله عنه- كتابَ وقفِه كَتَبَه معيقيب، وكان كاتبه، وكان هذا في زمن خلافته، لأن معيقيبًا كان يكتب له في خلافته، وقد وصفه بأمير المؤمنين، وكان وقفه في أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- على ما يشهد له حديث الباب.

(١) بتشديد الموحدة للمبالغة، كما في "القسطلاني" (٦/ ٢٩١)، "خ"

<<  <  ج: ص:  >  >>