للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمْرِهِمَا قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ (١): ثَنَا به عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قال: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بطُوْلِهِ". [راجع: ٧٤].

"قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ" في حـ: "قَالَ الْفربري". "ثَنَا بِهِ عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قال: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بطُوْلِه" في نـ: "حَدَّثَنَا بِهذا الْحَدِيثِ عَلِيُّ بْنُ خَشْرَم ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بإسنادِهِ مثله".

===

منه العجائب تُقَصُّ علينا، كذا في "الخير الجاري" (١/ ٥٦). قال القسطلاني (١/ ٣٨٣): وفي هذه القصة حجة على صحة الاعتراض بالشرع على ما لا يسوغ فيه، ولو كان مستقيمًا في باطن الأمر على أنه ليس في شيء مما فعله الخضر مناقضة للشرع، فإنّ نقضَ لوح السفينة لدفع الظالم عن غصبها، ثم إذا تركها أُعيد اللوحُ جائزٌ شرعًا وعقلًا، ولكن مبادرة موسى بالإنكار بحسب الظاهر، وقد وقع ذلك صريحًا عند مسلم [برقم: ٢٣٨٠] ولفظه: "فإذا جاء الذي يسخرها وجدها منخرقة"، وأما قتله الغلام فلعلّه كان في تلك الشريعة، وقد حكى القرطبي عن صاحب "العروس والعرائس": أن موسى لما قال للخضر: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} اقتلع الخضر كتفَ الصبي الأيسر، وقشر عنه اللحم فإذا في عظم كتفه: "كافر لا يؤمن بالله أبدًا وفي مسلم: و"أما الغلام فطبع يوم طبع كافرًا لا يؤمن بالله"، انتهى.

لكن مع هذا على قول من قال: إن الخضر ولي، وطريق العلم له من الكشف، ونحوه لا يفيد إلا الظن، وبالظن كيف يجوز الارتكاب على القتل، وهو حرام ومعصية قطعا لا يرتفع به الخدشة، فالوجه الصحيح ما عليه الجمهور أن الخضر كان نبيًا، وعلم النبي يحصل بالوحي وهو يقيني، كما ذكر في "التهذيب" نقلًا عن الشيخ أبي عمرو بن الصلاح: هو نبي، واختلفوا في كونه مرسلًا، وكذا قاله غير الشيخ من المتقدمين، وذكر أيضًا نقلًا عن أبي إسحاق الثعلبي المفسر: الخضر على جميع الأقوال نبي، انتهى مختصرًا، والله أعلم بالصواب، ["تهذيب الأسماء" (١/ ١٧٧)].

(١) أي: الفربري.

<<  <  ج: ص:  >  >>