(٥) قوله: (لا أجده) هو جواب النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقوله:"هل تستطيع" كلام له مستأنف. فإن قيل: قد تقدم في حديث ابن عباس في "كتاب العيدين"(برقم: ٩٦٩): "ما العمل في أيام العشر [أفضل من العمل في هذه]، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد"؟ وأجيب: بأنه يحتمل أن يخص بهذا الحديث الباب، أو يحمل على ما في تتمة الحديث "إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء"، كذا في "التوشيح"(٥/ ١٩٠٠).
(٦) قوله: (إن فرس المجاهد) بيّن أبو هريرة فضل الجهاد بأن المجاهد يدوم في العبادة ما دام في الجهاد ولو أيامًا معدودة، ولا كذلك في غيره من العابدين، وإليه يشير قوله -صلى الله عليه وسلم-: "هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك … " إلخ، ومراده هل تستطيع أن تدوم في المسجد مثلًا، وتشتغل بالعبادة بحيث لا يعتري عليك فتور فيها من حين ابتداء خروج المجاهد إلى رجوعه إلى البيت. قوله:"ليستن" بفتح اللام وبفتح حرف المضارع من الاستنان وهو العَدْو. قال الجوهري: وهو أن يرفع رجليه ويطرحهما معًا. قوله:"في طوله" بكسر الطاء وفتح الواو: الحبل الذي يطول للدابة فترعى فيه. قوله:"حسنات" بالنصب، "الخير الجاري"(٢/ ٣٠٤).