(ت ١٣٤٦ هـ)، و "أوجز المسالك إلى موطأ مالك" لشيخه محمد زكريا، و "الزهد الكبير" للإمام البيهقي.
واشتغل بتدريس الحديث وعلومه في دار العلوم بندوة العلماء، ثم استقر به النوى في جامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين.
وصرف عنايته للبحث والتأليف والتحقيق في هذا الميدان، حتى صار أحد فرسانه، ورزقه الله تعالى همةً عاليةً، وجلَدًا ماضيًا على البحث ومكابدة مشاقه في دأب لا كلل فيه ولا ملل.
ومن قرأ تعليقاته على كتاب "التعليق الممجد" أو "ظفر الأماني" لعلَّامة زمانه في الهند عبد الحي اللكنوي، عرف الشأو الذي بلغه في الاطلاع والمعرفة بالحديث وفنونه، أجزل الله له المثوبة فيما قدم، وبارك في أعماله وأوقاته، ومتعه بدوام العون والتوفيق لخير المقاصد.
وها هو ذا اليوم يخرِّج لأهل العلم وطلابه والمشتغلين به هذه الحاشية النفيسة في حلة قشيبة أنيقة، ثمرتها طيبة، وقطوفها دانية، وطعمها سائغ مريء، بعد ما سلخ في إعدادها ما يُنيِّف على عقد من السنين، يُسنده في عمله هذا خبرة شخصية في التحقيق والتأليف والبحث، تجاوزت خمسين سنة، فاستحق بذلك أن يذكر له هذا الجهد فيشكر، ويحظى بالتقدير من كل مشتغل بالسنة وعلومها.
فإن إصدار نسخة مصححة ومنقحة تنقيحًا دقيقًا، يسد بلا ريب حاجة الدارسين والمدرسين لهذا الكتاب الجليل الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله المجيد.
أجل! فلقد استعان في تصحيح أصل الكتاب على نسخة الصغاني التي تعتبر أساسًا في عمله هذا، بما طالته يده من نسخ "البخاري"