للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨٩٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ (١)، سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ (٢)، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ (٣)، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (٤)، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا (٥)،

===

سبيل الله. وعن محمد بن كعب: {اصْبِرُوا} على الطاعة، {وَصَابِرُوا} لانتظار الوعد، {وَرَابِطُوا} العدو، {وَاتَّقُوا اللَّهَ} بينكم. وعن زيد بن أسلم: اصبروا على الجهاد، وصابروا العدو، ورابطوا الخيل. قال ابن قتيبة: وأصل الرباط أن يربط هؤلاء خيلهم وهؤلاء خيلهم استعدادًا للقتال، قال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: ٦٠]، وفي "الموطأ" عن أبي هريرة مرفوعًا: "وانتظار الصلاة، فذلكم الرباط"، وهو في "السنن" عن أبي سعيد، وفي "المستدرك" عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن الآية نزلت في ذلك، واحتج بأنه لم يكن في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزو فيه رباط، انتهى. وحمل الآية على الأول أظهر، وما احتج به أبو سلمة لا حجة فيه ولا سيما مع ثبوت حديث الباب، فعلى تقدير تسليم أنه لم يكن في عهده -صلى الله عليه وسلم- رباط فلا يمنع من الأمر به والترغيب فيه، ويحتمل أن يكون المراد كلًّا من الأمرين أو ما هو أعم من ذلك، قاله الشيخ ابن حجر في "الفتح" (٦/ ٨٥ - ٨٦).

(١) "عبد الله بن منير" بضم الميم وكسر النون، المروزي.

(٢) "أبا النضر" بفتح النون وسكون الضاد المعجمة: هاشم بن القاسم التميمي.

(٣) "عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار" مولى ابن عمر.

(٤) "أبي حازم" سلمة بن دينار الأعرج المدني.

(٥) قوله: (وما عليها) كلمة على بمعنى في أي في الدنيا، وجوّز عنها مبالغةً وهو إفادة الاستعلاء، كذا في "الخير الجاري"، أي: أفضل من صرف

<<  <  ج: ص:  >  >>