للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَهُ: أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَهُوَ نَازِلٌ فِي سَاحِلِ حِمْصَ، وَهُوَ فِي بِنَاءٍ لَهُ وَمَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ (١)، قَالَ عُمَيْرٌ: فَحَدَّثتْنَا أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "أَوَّلُ جَيْشِ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أوْجَبُوا" (٢)، قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا فِيهِمْ؟ قَالَ "أَنْتِ فِيهِمْ"، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ (٣) مَغْفُورٌ لَهُمْ"، فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا" (٤). [راجع: ٢٧٨٩، تحفة: ١٨٣٠٨].

===

(١) " أم حرام" بنت ملحان.

(٢) قوله: (قد أوجبوا) أي: فعلوا فعلًا وجبت لهم به الجنة، "فتح" (٦/ ١٠٣).

(٣) قوله: (مدينة قيصر) أي ملك الروم، قال القسطلاني (٦/ ٤٥٤): كان أول من غزا مدينة قيصر يزيد بن معاوية ومعه جماعة من سادات الصحابة، كابن عمر وابن عباس وابن الزبير وأبي أيوب الأنصاري، وتوفي بها أبو أيوب سنة اثنتين وخمسين من الهجرة، انتهى، كذا قاله في "الخير الجاري".

وفي "الفتح" (٦/ ١٠٢): قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية -رضي الله عنه- لأنه أول من غزا البحر، ومنقبة لولده؛ لأنه أول من غزا مدينة قيصر. وتعقبه ابن التين وابن المنير بما حاصله: أنه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص، إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله -صلى الله عليه وسلم-: "مغفور لهم" مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة، حتى لو ارتدَّ أحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقًا، فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم، انتهى. [وانظر: "اللامع" (٧/ ٢٨٦) و"أوجز المسالك" (٩/ ٤٠٤)].

(٤) لأنه -صلى الله عليه وسلم- كان قد أخبرها بأنها من الأولين، كذا في "التنقيح" (٢/ ٦٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>