للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩٥٧ - وَبِهَذَا الإِسْنَادِ: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصى اللَّهَ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ (١) يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ ويُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ، فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا، وَإِنْ قَالَ بِغَيرِهِ، فَإِنَّ عَلَيهِ مِنْهُ" (٢). [طرفه: ٧١٣٧، أخرجه: س ٤١٩٦، تحفة: ١٣٧٤١].

"فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ" في نـ: "فَإِنَّ عَلَيْهِ مُنَّةً".

===

مُبَيَّنَة، لكن قال ابن المنير [ص: ١٦٣]: معنى "يقاتَلُ مِنْ ورائه" أي: من أمامه، فأطلق الوراء على الإمام لأنهم وإن تقدموا في الصورة فهم أتباعه في الحقيقة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - تقدم غيره عليه بصورة الزمان، لكنه متقدم في أخذ العهد على كل من تقدمه إن أدرك زمانه أن يؤمن به وينصره فهو في الصورة أمامه، وفي الحقيقة خلفه، فناسب ذلك قوله "يقاتل [من] ورائه"، وهذا كما تراه في غاية من التكلف، والظاهر أنه إنما ذكره جريًا على عادته أن يذكر الشيء كما سمعه جملة لتضمنه موضع الدلالة المطلوبة وإن لم يكن باقيه مقصودًا.

(١) قوله: (وإنما الإمام جُنّة) أي: كالترس "يقاتَلُ مِنْ ورائه" أي: يقاتل معه الكفار والبغاة، "ويتقى به" شر العدو وأهل الفساد والظلم، قوله: "فإن عليه منه" أي: أن الوبال الحاصل منه عليه لا على المأمور، ويحتمل أن بعضه عليه، قاله الكرماني (١٢/ ١٩٧). وفي "الفتح" (٦/ ١١٦): وفي رواية أبي زيد المروزي "مُنّة" بضم الميم وتشديد النون بعدها هاء تأنيث، وهو تصحيف بلا ريب.

(٢) أي: وزرًا، كذا ثبت في بعض الطرق، "قس" (٦/ ٤٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>