وهنا جاء على وفق "كلّ" في قوله: "كلّ سلامى عليه صدقة"، وكان القياس أن يقول: عليها صدقة؛ لأن السلامى مؤنثة، لكن دل مجيئها في هذا الحديث على الجواز، ويحتمل أن يكون ضمن السلامى معنى العظم أو المفصل، فأعاد الضمير عليه كذلك، والمعنى على كل مسلم مكلَّف بعدد كل مفْصل من عظامه صدقة للَّه تعالى على سبيل الشكر بأن جعل عظامه مفاصل يتمكن بها من القبض والبسط، وخُصَّت بالذكر لما في التصرف بها من دقائق الصنائع التي اختص بها الآدمي، "فتح" (٦/ ١٣٢).
(١) قوله: (يعدل) فاعله الشخص المسلم المكلف، أي: يصلح بالعدل، وهو مبتدأ نحو "تسمع بالمعيدي خير من أن تراه". قوله: "ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها" هو موضع الترجمة، فإن قوله "فيحمل عليها! أعم من أن يريد: يحمل عليها المتاع أو الراكب. وقوله:"أو يرفع عليها متاعه" إما شك من الراوي أو تنويع، وحمل الراكب أعم من أن يحمله كما هو أو يعينه في الركوب فتصح الترجمة، قال ابن المنير: لا تؤخذ الترجمة من مجرد صيغة الفعل فإنه مطلق، بل من جهة عموم المعنى، وقد روى مسلم من حديث العباس في "غزوة حنين" قال: "وأنا آخذ بركاب النبي -صلى الله عليه وسلم-" الحديث. قوله:"ويميط الأذى عن الطريق" تقدم في "باب إماطة الأذى" من هذا الوجه معلَّقًا، "فتح"(٦/ ١٣٢ - ١٣٣)، ومرّ الحديث (برقم: ٢٧٠٧) في "الصلح".