للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأَشْرَفِ (١)، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ (٢): أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ يَا رَسُول اللَّهِ؟ قَال: "نَعَمْ قَال: فَأَتَاهُ فَقَال: إِنَّ هَذَا -يَعْنِي النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ عَنَّانَا (٣) وَسَأَلَنَا الصَّدَقَةَ، قَالَ: فَقَالَ: وَأَيْضًا وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ (٤)، قَال: فَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ فَنَكْرَهُ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُهُ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُ حَتَّى اسْتَمْكَنَ مِنْهُ فَقَتَلَهُ. [راجع: ٢٥١٠].

"قَالَ: فَقَالَ " لفظ "فَقَالَ " سقط في نـ.

===

(١) اليهودي القرظي، أي: من يقتله، و"من" مبتدأ، و"لكعب" خبره، وكان يهجو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويؤذيه، وسمي بطاغوت اليهود، "ك" (١٣/ ٣٣).

(٢) هو الأنصاري الحارثي، "ك" (١٣/ ٣٣).

(٣) قوله: (عَنَّانا) أي: أَتْعَبَنَا، وهذا من التعريض الجائز بل من المستحسن لأن معناه في الباطن أدَّبَنا باَداب الشريعة التي فيها تعب لكنه تعب في مرضاة الله، والذي فهم المخاطب هو العناء الذي ليس بمحبوب، "كرماني" (١٣/ ٣٤).

(٤) قوله: (لَتَمَلُّنَّه) بفتح الفوقية والميم وضم اللام المشددة، أي: يزيد ملالتكم عنه وتَتضجرون عنه أزيد من ذلك، كذا في "الخير الجاري"، قال الكرماني (١٣/ ٣٤): فإن قلت: هذا نوع من الغدر فكيف جاز؟ قلت: حاشا؛ لأنه نقض العهد بإيذائه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-. قال المازري: نقض عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهجاه وأعان المشركين على حربه. فإن قلت: أمَّنَه ابن مسلمة، قلت: لم يصرِّح له بأمان في كلامه، وإنما كلّمه في أمر البيع والشراء والشكاية إليه والاستئناس به حتى تمكَّن من قتله، انتهى. ومرّ بيانه أيضًا (برقم: ٢٥١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>