للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ مُجَاهِدٍ (١)، عَنْ طَاوُسٍ (٢)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (٣) قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: "لَا هِجْرَةَ (٤) بَعْدَ الْفَتْحِ (٥) وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا استُنْفِزتُمْ (٦) فَانْفِرُوا". [راجع: ١٣٤٩، أخرجه: م ١٣٥٣، ٢٠١٨، ت ١٥٩٠، س ٤١٧٠، تحفة: ٥٧٤٨].

٣٠٧٨ و ٣٥٧٩ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى (٧)، أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ

===

(١) " مجاهد" هو ابن جبر.

(٢) "طاوس" اليماني.

(٣) "ابن عباس" -رضي الله عنهما-.

(٤) أي: من مكة.

(٥) قوله: (لا هجرة بعد الفتح) أي: لا هجرة من مكة بعد الفتح فريضة؛ لأنها صارت دار الإسلام، ولا فضيلة، "ولكن جهاد" أي: لكم طريق إلى تحصيل فضائل في معنى الهجرة بالجهاد، "ونية" الخير في كل شيء، وبقيت الهجرة من دار الحرب واجبة إلى يوم القيامة، قال الطيبي: وهي لإصلاح دينه باقية مدى الدهر، هذا كله من "مجمع البحار" (٥/ ١٤٥).

(٦) قوله: (وإذا استنفرتم فانفروا) أي: إذا دعاكم السلطان إلى الغزو فاذهبوا، كذا في "المجمع" (٤/ ٧٧١)، ومرّ الحديث (برقم: ١٣٤٩).

ثم اعلم أن من يقدر على الهجرة من دار الحرب ولا يمكنه إظهارُ دينه بها وأداءُ واجباته، فالهجرة منها واجبة عليه، أما من هو قادر ولكنه يمكنه إظهارُ دينه وأداءُ واجباته، فمستحبة، لتكثير المسلمين [بها]، ومعونتهم وجهاد الكفار والأمن من غدرهم والراحة من رؤية المنكر بينهم، وأما من هو عاجز بعذر من أسر أو مرض أو غيره فتجوز له الإقامة، فإن حمل على نفسه وتكلَّف الخروج أجِر، كذا في "فتح الباري" (٦/ ١٩٠).

(٧) "إبراهيم بن موسى" ابن يزيد الفراء الرازي.

<<  <  ج: ص:  >  >>