للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ الْمِائَةَ مِنَ الإِبِل، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (١) يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَدَعُنَا (٢)، وَسُيُوفنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ (٣).

قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَئم يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "مَا كَانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ " قَالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ:

"مَا كَانَ حَدِيثٌ" في نـ: "مَا كَانَ مِنْ حَدِيثٍ".

===

الفيء الحاصل منهم كان عظيمًا كثيرًا مما لا يُعدّ ولا يُحصى، وجاء في الروايات ستة آلاف من السبي، وأربع وعشرون ألفًا من الإبل، وأربعة آلاف أوقية من الفضة، وأكثر من أربعين ألف شاة، وفي رواية كان كثرة الشياه على حد يفوته الحصر، وقوله: "يعطي رجالًا من قريش" وهم أهل مكة من مسلمة الفتح المؤلفة القلوب، أي: يعطي كل واحد منهم المائة من الإبل بل أكثر من ذلك كما جاء في الأخبار، "اللمعات شرح المشكاة".

[انظر: "طبقات ابن سعد" (٢/ ١١٦) و"شرح الزرقاني على المواهب" (٤/ ١٩) و"زاد المعاد" (٣/ ٤١٥)].

(١) قوله: (يغفر الله لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-) توطئة وتمهيد لما يرد بعده من العتاب عليه -صلاة الله عليه- كقوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: ٤٣]، "طيبي" (١١/ ٣٣١).

(٢) أي: يتركنا.

(٣) قوله: (وسيوفنا تقطر من دمائهم) حال مقررة لجهة الإشكال، وهو من باب قولهم: عرضت الناقة على الحوض، كذا في "الطيبي" (١١/ ٣٣١، رقم: ٦٢١٧)، وقال في "اللمعات": وهو من باب القلب، وفيه من المبالغة ما لا يخفى، كقوله: كما طينت بالفَدَن السياعا، ويجوز أن يكون تقديره: تقطر منها، ويكون "من دمائهم" فاعل "تقطر"، و"من" زائدة أو تبعيضية فلا يكون قلبًا، و"الأدم" بفتحتين: الجلد أو هو أحمره أو مدبوغه

<<  <  ج: ص:  >  >>