للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبتُ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي (١)، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ، فَمَرَّ رَجُلَانِ (٢) مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "عَلَى رِسْلِكُمَا (٣) إِنهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ". فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ (٤) يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: "إِنَّ الشَّيطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ (٥)، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ (٦) فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا -أَوْ قَالَ: شَيْئًا-". [راجع: ٢٠٣٥].

٣٢٨٢ - حَدَّثَنَا عَبدَانُ (٧)،

===

(١) بفتح الياء، أي: ليردني إلى منزلي، فيه جواز مشي المعتكف ما لم يخرج من المسجد، "مجمع" (٤/ ٣١٥).

(٢) هما أسيد بن حضير وعباد بن بشر، "قس" (٧/ ٢١٩).

(٣) قوله: (على رَسْلكما) بكسر الراء وفتحها، أي اتَّئِدَا وَاذْهَبا على الهِينَة فما هنا شيء تكرهانه، "مجمع" (٢/ ٣٢٩).

(٤) أي: نزه الله تعالى عن أن يكون رسوله متهمًا بما لا ينبغي، أو كناية عن التعجب من هذا القول، "ع" (٨/ ٢٨١).

(٥) قوله: (مجرى الدم) قيل: جريان الشيطان على ظاهره وأن الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان مجرى الدم، وقيل: استعارة لكثرة وسوسته، فكأنه لا يفارقه كما لا يفارق دمه، وقيل: إنه يلقي وسوسةً في مسامّ لطيفة من البدن بحيث يصل إلى القلب، ولا استبعاد فيه؛ فإنه في الأصل من النار وهو كالدخان أو البخار، فيسري مثل الريح في البدن مع النفس، كذا في "الخير الجاري" [وانظر "عمدة القاري" (١٠/ ٦٣٢)]، ومرّ في "الاعتكاف" [برقم: ٢٠٣٥، ٢٠٣٨].

(٦) الشيطان، "قس" (٧/ ٢١٩).

(٧) "عبدان" لقب عبد الله بن عثمان بن جبلة المروزي.

<<  <  ج: ص:  >  >>