للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قِيَامٌ يُصَلُّونَ، فَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ (١)؟ فَأَشَارَتْ (٢) أَن نَعَمْ، فَقُمْتُ (٣) حَتَّى تَجَلَّانِي (٤) الْغَشْيُ (٥)، وَجَعَلْتُ أَصُبُّ (٦) فَوْقَ رَأْسِي مَاءً، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ (٧)، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ

"أَن نَعَمْ" في مه: "أَيْ نَعَمْ". "قَدْ رَأَيْتُهُ" في نـ: "قَدْ رَأَيْتُ". "فِي الْقُبُورِ" في نـ: "فِي الْقَبْرِ". "مِثْلَ" في نـ: "مثلًا".

===

(١) أي: هي علامة لعذاب الناس؟، "ع" (٢/ ١٣٢).

(٢) أي: برأسها.

(٣) أي: إلى الصلاة.

(٤) أي: غطّاني.

(٥) قوله: (الغشي) بفتح الغين وسكون الشين المعجمتين، وبكسر شين وشدة تحتية، بمعنى الغشاوة، وهي الغطاء، وأصله مرض يحصل بطول القيام في الحر، وهو طرف من الإغماء أخفّ منه، كذا في "المجمع" (٤/ ٤٥) وغيره، وقال العيني (٢/ ٥٢٥): والمناسبة للترجمة في قوله: "تجلّاني الغشي" لأنه لو كان مثقلا ينقض الوضوء كالإغماء، والدليل على أنه لم يكن مثقلا أنها كانت تصب الماء على رأسها ليزول الغشي، ويدلّ ذلك على أن حواسها كانت حاضرة، انتهى، كذا في "الخير الجاري" (١/ ٧٥).

(٦) أي: لمدافعة الغشي.

(٧) قوله: (حتى الجنة والنار) يجوز فيهما الرفع والنصب والجر، أما الرفع فعلى أن تكون "حتى" ابتدائية، والجنة تكون مرفوعًا على أنه مبتدأ محذوف الخبر، تقديره: حتى الجنة مرئية، والنار عطف عليه، وأما النصب

<<  <  ج: ص:  >  >>