مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} الآية. {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} بوجه الأرض {وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}(١) من غير ذات أصل الدباء ونحوه. {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ (٢) أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [الصافات: ١٣٩ - ١٤٨]. {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ (٣) إِذْ نَادَى (٤)
"{وَأَرْسَلْنَاهُ} -إلى- {إِلَى حِينٍ} " سقط في نـ.
===
(١) قوله: ({مِنْ يَقْطِينٍ}) أي: ما لا ساق له من النبات كشجر القرع ونحوه. قوله:"الدُّبّاء" بدل، أو بيان، كذا في "الخير الجاري"، وفي "الفتح"(٦/ ٤٥١): قال أبو عبيدة: كل شجرة لا تقوم على ساق فهي يقطين نحو الدُّبّاء والحنظل والبِطِّيخ، والمشهور أنه القرع. وقيل: التين. وقيل: الموز. وجاء في حديث مرفوع في القرع:"هي شجرة أخي يونس"، انتهى.
(٢) قوله: ({وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ}) هم قومه الذين هرب عنهم، وهم أهل نينوى. قوله:" {أَوْ يَزِيدُونَ} " أي: في مرأى الناظر، أي: إذا نظر إليهم قال: هم مائة ألف أو أكثر، والمراد الوصف بالكثرة، وقرئ بالواو. قوله:" {فَآمَنُوا} " فصدّقوه أو فجدّدوا الإيمان به بمحضره. قوله:" {فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} " إلى أجل مسمّى، "بيض"(٢/ ٣٠٢ - ٣٠٣).
(٣) قوله: ({وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ}) أي: في الضجر والعُجلة، وهو يونس -عليه السلام-، كذا في "الجلالين"(ص: ٥٦٦). قال في "الفتح"(٦/ ٤٥٢): فروى السُّدّي عن ابن مسعود وغيره: "إن الله بعث يونس إلى أهل نينوى وهي من أرض الموصل فكذّبوه، فوعدهم بنزول العذاب في وقت معيّن، وخرج عنهم مغاضبًا لهم، فلما رأوا آثار ذلك خضعوا وتضرّعوا وآمنوا، فرحمهم الله فكشف عنهم العذاب، وذهب يونس فركب سفينة فلججت به فاقترعوا فيمن يطرحونه منهم، فوقعت القرعة عليه ثلاثًا فالتقمه الحوت". وروى ابن أبي حاتم عن ابن مسعود بإسناد صحيح إليه نحو ذلك، وفيه:
"وأصبح يونس فأشرف على القرية فلم ير العذاب وقع عليهم، وكان في شريعتهم من كَذَب قُتِل، فانطلق مغاضبًا حتى ركب سفينة".