(١) قوله: (أمهق) هو الكريه البياض كلون الجصّ، يريد أنه كان نير البياض، كذا في "المجمع". قال صاحب "الفتح"(٦/ ٥٦٩): ووقع عند الداودي تبعًا لرواية المروزي: "أمهق ليس بأبيض" واعترضه الداودي، وقال عياض [في "مشارق الأنوار"(١/ ٤٨٩)]: إنه وهم، قال: وكذلك رواية من روى "أنه ليس بالأبيض ولا الآدم" ليس بصواب، كذا قال، وليس بجيد في هذا الثاني؛ لأن المراد [أنه] ليس بالأبيض الشديد البياض ولا بالآدم الشديد الأدمة، وإنما خالط بياضه الحمرة، والعرب قد تطلق على من كان كذلك أسمر، ولهذا جاء في حديث أنس عند أحمد والبزار وابن منده بإسناد صحيح وصححه ابن حبان:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمر"، انتهى كلام صاحب "الفتح".
(٢) قوله: (ليس بجعد) بفتح الجيم وسكون العين، من الشعر خلاف السبط، كذا في "اللمعات". قوله:"قطط" بفتحتين وبكسر الثانية أي: الشديد الجعودة كشعور الحبش، "ولا سبط" بكسر الموحدة وفتحها وسكونها، وهو من السبوطة ضدّ الجعودة، وهو الشعر المنبسط المسترسل كما في غالب شعور الأعاجم. وفي "القاموس": السَبط، ويحرَّك، وككتف: نقيض الجعودة، فالمعنى أن شعره - صلى الله عليه وسلم - كان وسطًا بينهما، كذا في "المرقاة شرح المشكاة"(١٠/ ٥٤).
(٣) قوله: (رجل) بكسر الجيم، ومنهم من يسكنها؛ أي: متسرِّح، وهو مرفوع على الاستئناف أي: هو رَجِل. ووقع عند الأصيلي بالخفض وهو وهم؛ لأنه يصير معطوفًا على المنفي، وقد وجّه على أنه خفضه بالمجاورة، وفي بعض الروايات بفتح اللام أو، تشديد الجيم على أنه فعل ماض. قوله:"أُنزل عليه وهو ابن أربعين" في رواية مالك: "على رأس أربعين"، وهذا إنما يتمّ على القول بأنه بُعث في الشهر الذي ولد فيه،