للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كَمُلَ (١) (٢) مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ (٣)، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ (٤) عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ". [راجع: ٣٤١١].

"عَلَى سَائر الطَّعَامِ" كذا في ذ، وفي نـ: " عَلَى الطَّعَامِ".

===

(١) كنصر وكرم وعلم، " قاموس " (ص: ٢٧٢).

(٢) قوله: (كمل) بتثليث الميم، ثلاث لغات، والأوفق بالمعنى اللازم الضم، "مرقاة" (٩/ ٧١٢).

(٣) قوله: (إلا مريمُ بنت عمران وآسيةُ) استدل بهذا الحصر على نبوتهما بأن أكمل الإنسان الأنبياء. وقال الكرماني (١٤/ ٦٠): لا يلزم من لفظ الكمال ثبوت نبوتهما لأنه يطلق لتمام الشيء وتناهيه في بابه، فالمراد بلوغهما إلى النهاية في جميع الفضائل التي للنساء، انتهى.

وفائدة ذكرهما بطريق الحصر اختصاصهما بكمال لم يشركهما [فيه] أحد من نساء زمانهم، أو من نساء الأمم المتقدمة، أو مطلق غير مقيد، وذلك لِمَا نقل العلماء من الإجماع على عدم نبوة النساء، "مرقاة" (٩/ ٧١٣).

ثم ظاهر الحديث يفيد فضلهما - يعني مريم وآسية - على سائر النساء حتى فاطمة وخديجة وعائشة وسائر أزواجه وبناته -صلى الله عليه وسلم-. قيل: كان هذا الإخبار قبل أن يوحي إليه بفضل هذه المطهَّرات، أو استثنى من العموم بقرينة الأحاديث الأخر، وبالجملة وقعت أخبار متعددة مختلفة في فضائل النساء، فإما أن يقيد بجهات مخصوصة، أو يخصص العمومات، "لمعات".

(٤) قوله: (فضل عائشة … ) إلخ، أبرز الكلام في صورة جملة مستقلة للدلالة على ثبوت فضل خاص من بينها، كذا في " اللمعات ". قال علي القاري في " المرقاة " (١٠/ ٥٦٢): تقدم الخلاف في أن المراد بالنساء جنسهن، أو أزواجه -صلى الله عليه وسلم- عمومًا، أو بعد خديجة، والأظهر أنها أفضل من جميع النساء كما هو ظاهر الإطلاق من حيث الجامعية للكمالات العلمية والعملية المعبّر

<<  <  ج: ص:  >  >>