للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَعَجِبنَا لَهُ، وَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا (١) إِلَى هَذَا الشَّيْخِ، يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَبدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ الْمُخَيَّرَ (٢)، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمُنَا بِهِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ (٣) عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ (٤) وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، إِلَّا خُلَّةَ الإِسْلَامِ، لَا يُبْقَيَنَّ (٥) فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ". [راجع: ٤٦٦].

"وَقَالَ النَّاسُ" في نـ: "حتى قَالَ النَّاسُ". "مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا" زاد في نـ: "ما شاءَ". "لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ" زاد في نـ: "خليلًا". "لَا يُبْقَيَنَّ " في نـ: "لَا تُبْقَيَنَّ".

===

(١) قوله: (انظروا) يعني كانوا يتعجبون من تفديته إذ لم يفهموا المناسبة بين الكلامين، "ك" (١٥/ ١١٢ - ١١٣).

(٢) قوله: (هو المخيّر) بفتح التحتية والنصب خبر "كان" ولفظ "هو" ضمير فصل، ولأبي ذر بالرفع على أنه خبر المبتدإ الذي هو "هو"، والجملة في موضع النصب خبر "كان"، كذا في "القسطلاني" (٨/ ٤٢٤)، أي: خيَّر الله رسوله بين بقائه في الدنيا ورحلته إلى الآخرة، "ك" (١٥/ ١١٣).

(٣) قوله: (إن من أمنِّ الناس) أفعل تفضيل من المنّ بمعنى العطاء والبذل لا من المنّة؛ لأنه لا منّة لأحد عليه بل له المنة على الأمة قاطبة، كذا في "الفتح" (٧/ ١٣) و"المجمع" (٤/ ٦٣٧)، ومرّ بيانه [برقم: ٣٦٥٤].

(٤) هذا يشمل الهجرة بل هي أكمل أوقاتها، فناسب ذكر الحديث في ذيل الهجرة، "الخير الجاري".

(٥) قوله: (لا يبقين) بفتح التحتية وسكون الموحدة وفتح القاف والتحتية وتشديد النون، و"خوخة" بمعجمتين مفتوحتين بينهما واو ساكنة:

<<  <  ج: ص:  >  >>