وَكُلُّهُمْ (١) حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتَ لَهُ اقْتِصَاصًا (٢)، وَقَدْ وَعَيْتُ (٣) عَنْ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي (٤) عَنْ عَائِشَةَ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ، قَالُوا: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أزْوَاجِهِ (٥)، وَأَيُّهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا، خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهُ.
"وَأَيُّهُنَّ" كذا في عسـ، قتـ، وفي صـ، ذ:"فَأَيَّتُهُنَّ"، وفي نـ:"فَأَيُّهُنَّ"(٦)، وفي نـ:"وَأَيَّتُهُنَّ" مصحح عليه.
===
(١) قوله: (وكلهم … ) إلخ، هذا قول الزهري. قوله:"أوعى" أي أحفظ. قوله:"أثبت له اقتصاصًا" أي أحفظ وأحسن إيرادًا وسردًا للحديث. وهذا الذي فعله الزهري من جمع الحديث عنهم جائز لا كراهة فيه؛ لأن هؤلاء الأربعة أئمة حفاظ ثقات من عظماء التابعين، فالحجة قائمة بقول أيهم كان منهم، "ك"(١٦/ ٥٠ - ٥١)، "قس"(٩/ ٢٠٨)، "خ".
(٢) أي: سياقًا، نصب عطفًا على خبر كان، "قس"(٩/ ٢٠٨).
(٣) بفتح العين، أي: حفظت.
(٤) قوله: (الحديث الذي حدثني) أي بعض الحديث الذي حدثني به منه عن حديث عائشة، من إطلاق الكل على البعض، فلا تنافي بين قوله:"وكلهم حدثني طائفة من الحديث" وبين قوله: "وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث"، وحاصله: أن جميع الحديث عن مجموعهم لا أن جميعه عن كل واحد، "قسطلاني"(٩/ ٢٠٨).